رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حيث أن البشر جميعاً قد افتدوا من يسوع، فلهذا مريم تحبنا كافةً من دون استثناءٍ، وتسعى في خيرهنا أجمعين. فالقديس يوحنا الانجيلي رآها في جليانه ملتحفةً بالشمس، كما هو مدون في بدء الاصحاح الثاني عشر من الابوكاليبسي هكذا "وظهرت أيةٌ عظيمةٌ في السماء امرأةٌ ملتحفةٌ بالشمس". فيقال أنها ملتحفة بالشمس، لسبب أنه لا يوجد في الأرض كلها أحدٌ لا تتصل إليه حرارة الشمس، كما يقول المرتل: وليس من يختفي من سخونتها: (مزمور 19ع6) فعلى هذه الصورة لا يوجد أنسانٌ حي على وجه الأرض معدوماً من حب مريم اياه، فالعلامة أيديوطا يخصص كلمات: وليس من يختفي من سخونتها: بالحب الشديد الحرارة الذي في قلب مريم نحو الجميع، ويقول القديس أنطونينوس: ترى من يستطيع أن يعقل بالكفاية مقدار سمو عناية هذه الأم نحونا كافةً. ولذلك هي توزع رحمتها على الجميع، فاتحةً حضن رأفتها لكل واحدٍ: ويثبت ذلك القديس برنردوس بقوله: لأجل أن أمنا هذه قد رغبت قلبياً خلاص الجميع، فساعدت مشتركةً بعمل خلاصهم كافةً: ومن ثم لمفيدةٌ هي في الغاية الطريقة المستعملة من البعض من عبيد هذه الأم الإلهية، وهي أنهم كما يخبر كورنيليوس الحجري، من عادتهم أن يتوسلوا الى الرب في أن يمنحهم تلك النعم، التي تطلبها من أجلهم الطوباوية مريم البتول، اذ يبتهل كلٌ هكذا قائلاً: يا رب أعطني الشيء الذي تلتمسه منك لأجلي مريم العذراء الكلية القداسة: فيقول كورنيليوس المذكور أنهم بالصواب يصنعون هذه الطلبة. |
|