رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم البتول تلتزم الملوك بأن يجتهدوا بالوجه الأول في أعمال الرحمة، ولكن ليس بنوعٍ هذا حدّه، حتى أنهم يتناسون أن يمارسوا واجبات العدل في عقاب المذنبين حينما يحتاج الأمر لذلك. غير أن تصرف مريم البتول ليس هو على هذه الصورة. لأنها ولئن كانت هي ملكةً، فمع ذلك ليست هي ملكةً مؤدبةً معاقبةً منتقمةً من المذنبين بل هي: ملكة الرحمة: المنعطفة الى الشفقة وصنيع الرحمة فقط والى منح الغفران للخطأة. ولهذا قد شاءت الكنيسة تقصداً أن ندعوها نحن بالحصر: ملكة الرحمة. فعندما كان يتأمل المعلم جرسون العظيم أول مسجلي الديوان الملوكي في مدينة باريس، تلك الكلمات الداودية الموردة من المرتل في العدد الثاني عشر من المزمور الحادي والستين وهي قوله: مرةً واحدةً تكلم الرب وهاتين الاثنتين سمعت أن العزة لله ولك يا رب الرحمة لأنك أنت تجازي كل واحدٍ نظير أعماله: فقد فسرها هو هكذا قائلاً( في البحث الرابع من القسم الأول من تأليفه):" أنه إذ كانت مملكة الله قائمةً ومتوقفةً على هاتين الاثنتين وهما العدالة والرحمة. |
|