نوع آلام إرميا
عاش إرميا في جو مشحون بالفساد والشرور الأدبية، حيث تحَّول الشعب عن عبادة الرب، وانغمس في عبادة الأوثان. هذا كان من الداخل. أما مِن الخارج فقد رأى إرميا بمنظار النبوة عجلات القضاء الإلهي تقترب من الشعب. فدفعهُ هذا كله أن يُبلغ رسالة الله للشعب بكل أمانة، فعرَّضهُ ذلك للعداوة والبغضة والاضطهادات من كافة طبقات الشعب.
آلام إرميا إذًا لم تكن لشرور فعلها (1بط4: 15)، بل لأنه كان في صف الله، شاهدًا على شرور الشعب، أمينًا لكلمتهِ، كما كان يوحنا الحبيب في بطمس من أجل كلمة الله ومن أجل شهادة يسوع المسيح (رؤ1: 9).
كان إرميا يحتمل أحزانًا متألِّمًا بالظلم من أجل ضمير نحو الله، متألمًا من أجل البر (1بط2: 19؛ 3: 14). فليعطنا الرب - إن سمحت مشيئته أن نتألم - أن نمتحن نوعية آلامنا متذكرين المكتوب: «الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ (كإرميا)، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ، فِي عَمَلِ الْخَيْرِ» (1بط4: 19).