ليس الخبز الحق هو كلمة يسوع فحسب، بل هو يسوع نفسه شخصيا في الإفخارستيا.
أراد يسوع المخلص أن يُهيئ العقول لقبول سر الإفخارستيا قبل تأسيسه بوقت طويل، وذلك في خطابه الوارد في الفصل السادس من إنجيل يوحنا عن خبز الحياة.
ولما حان الوقت أسس الإفخارستيا كما يُحدِّثنا الإنجيليون الثلاثة الأولون والقديس بولس الرسول.
وقد رسم الرب يسوع سر الإفخارستيا قبل الصلب فإنه بعد أن تناول عشاء الفصح "أَخَذَ خُبْزاً وشَكَرَ وكَسَرَه وناوَلَهُم إِيَّاهُ وقال: هذا هو جَسدي يُبذَلُ مِن أَجلِكُم. إِصنَعوا هذا لِذِكْري. وصنَعَ مِثلَ ذلكَ على الكأسِ بَعدَ العَشاءِ فقال: هذِه الكَأسُ هي العَهدُ الجَديدُ بِدمي الَّذي يُراقُ مِن أَجْلِكم" (لوقا 22: 19 -20).
وفي هذا العشاء الأخير، جعل يسوع من جسده علامة لحضوره الدائم بيننا وأعطاه لنا، وجعل من هذه العطية الأبدية تذكاراً:
هذا الجسد سيبقى دائماً حاضرا بيننا ويُعطى لنا في الإفخارستيا.