رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا انطونيوس ضيق أنطونيوس الخناق علي نفسة ارتحل إلى المقابر التي تصادف أن كانت على بعد من القرية. وإذ طلب إلى أحد معارفه أن يحضر لـه خبزاً فى فترات متعاقبة. تعد كل فترة بأيام كثيرة، دخل إلى مغارة، وبقى فيها وحيداً بعد أن أغلق عليه صديقه الباب، وعندما لم يحتمل العدو هذا، بل بالحرى فزع لان أنطونيوس ملأ البرية بنسكه فى فترة وجيزة أتاه فى إحدى الليالي مع جمع من الشياطين ومزقه بجلدات حتى ألقاه على الأرض فاقد النطق بسبب الألم المبرح. لأنه أكد أن الآلام كانت شديدة الوطأة جدا لدرجة أن ضربات أي إنسان لم يكن ممكنا أن تسبب له تلك الآلام. ولكنه بعناية إلهية ـ لأن الرب لا يتخل عمن يرجونه ـ أتى صديقه فى اليوم التالي حاملاً إليه الأرغفة. وإذ فتح الباب ورآه ملقى على الأرض وكأنه ميت رفعه وحمله إلى الكنيسة فى القرية، وأضجعه على الأرض. والتف حول أنطونيوس الكثيرين من أقاربه وأهل القرية كأنهم قد التفوا حول جثة. ولكنه نحو نصف الليل أفاق إلى نفسه وقام، وعندما رآهم جميعا نياماً ورأى أن صديقه وحده هو الساهر معه أومأ إليه أن يحمله ثانية إلى القبور دون أيقاظ أحد. لذلك حمله الرجل. وعندما أغلق الباب صار وحده كعادته. ولم يستطيع الوقوف بسبب الضربات. بل صلى وهو راقد. وبعد أن صلى قال بصوت عال: ها أنا أنطونيوس لا أهرب من جلداتك، فإنك إن ضربتني ضربات أوفر فلن يستطيع شئ أن يفصلني عن محبة المسيح وبعد ذلك رنم: “إن نزل علىَّ جيش لا يخاف قلبي.” كانت هذه هي أفكار وكلمات هذا الناسك. أما العدو مبغض الصلاح إذ تعجب من تجاسره على العودة بعد الضربات فقد دعا كلابه معاً وانفجر قائلاً: “أنتم ترون أننا لم نقو على الرجل، لا بروح الشهوة ولا بالضربات، فانه لم يبال بنا. فلنهجم عليه بطريقة أخرى”. على أن تغيير الشكل من أجل الشر هين على إبليس لذلك اصطنعوا فى الليل رنينا حتى بدأ كأن كل المكان قد هزه زلزال وبدأ كأن الشياطين قد حطمت جدران المسكن الأربعة ودخلت منها آتيه فى شكل الدواب والزحافات. وامتلأ المكان بغتة من أشكال الأسود والفهود والثيران والحيتان والأفاعي والعقارب والذئاب، وكان كل منهم يتحرك كطبيعته. كان الأسد يزأر يريد الهجوم وبدأ الثور كأنه يدفع بقرنيه والحية تتلوى ولكنها لا تستطيع الاقتراب والذئب إذ هجم صد. وهكذا كانت أصوات الأشباح فى ثورتها مخيفة. أما أنطونيوس إذ ضربته ونطحته هذه الوحوش، أحس بآلام جسدية أشد وعلى أية حال فإنه كان يرقب، وهو مضطجع، ولم تتزعزع نفسه وسط آلامه الجسدية. على أن عقله كان صاحياً. وقال هازئا: “لو كانت فيكم أية قوة لكان يكفى أن يأتي واحد منكم، ولكن لأن الرب قد جعلكم ضعفاء فإنكم تحاولون أن تفزعوني بكثرة عددكم، والدليل على ضعفكم اتخاذكم شكل البهائم غير الناطقة”. ثم قال أيضا بجرأة: “إن كنتم قادرين، ولكم سلطة علىَّ، فلا تتأخرون عن الهجوم، أما أن كنتم غير قادرين فلماذا تتعبوني باطلا، لأن الأيمان بربنا حصن وسور أمان لنا”. وهكذا بعد محولات كثيرة أصروا بأسنانهم عليه، لأنهم كانوا يهزءون بأنفسهم لا به. ثم أن الرب لم ينس صراع أنطونيوس بل كان قريبا لمعونته. وهكذا إذ تطلع إلى فوق رأى السقف كأنه قد انفتح، وأشعة من نور نازلة إليه، وللحال اختفت الشياطين، وانقشع ألم الجسد وعاد البناء سليماً. أما أنطونيوس فإذ أحس المعونة، وتنفس الصعداء ثانية، وتحرر من الألم، طلب إلى الرؤية التي ظهرت إليه قائلاً: “أين كنت، لماذا لم تظهر فى البداية لتضع حدا لآلامي” فأتاه الصوت قائلاً: “يا أنطونيوس لقد كنت هنا، ولكنني انتظرت لأرى جهادك، ولأنك احتملت ولم تهزم فسأكون عونا دائماً لك، وأجعل اسمك معروفا فى كل مكان”. وإذ سمع أنطونيوس هذا قام وصلى، ونال قوة بحيث أدرك أن جسده صار أشد قوة من قبل، وكان عمره وقتئذ نحو خمسة وثلاثين عاما. وفى اليوم التالي خرج أشد ميلاً لخدمة الله، وإذ التقى بالشيخ الذى سبق أن قابله طلب منه أن يسكن معه فى البرية، ولكن عندما رفض الشيخ بسبب كبر سنه، ولأنه لم تكن هنالك عادة كهذه إلى ذلك الوقت، قصد أنطونيوس الجبل فى الحال. ومع ذلك فإن العدو إذ رأى غيرته ثانية وأراد صدها ألقى فى طريقه ما بدا كأنه طبق فضي كبير. أما أنطونيوس فإذ رأى مكر الشيطان، وبعد أن تطلع إلى الطبق خجل الشيطان به قائلاً: “كيف يأتي طبق فى البرية، ليس هذا الطريق مطروقا، ولا توجد هنا آثار لأى عابر، ولا يمكن أن يكون قد سقط دون أن يحس به صاحبه وذلك بسبب كبر حجمه، وان كان قد فقده أحد فلابد له من العثور عليه إن عاد للبحث عنه لأن المكان قفر،هذه حيلة من إبليس. أيها الشرير ليس بهذا تصدني عن قصدى، فلتذهب إلى الهلاك“. وإذ قال أنطونيوس هذا انقشع الطبق كالدخان أمام النار. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 12: 9) ثم ارتحل أبرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب |
الخناق Brumation |
إذا اشتد الخناق انقطع |
فندق اربيل الدولى |
خيري حسن : ضابط أبلغني أن موكب الرئيس مرسي وصل..وبدأت ارتجل |