رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فمُنذُ بَدْءِ الخَليقَة جعَلَهما اللهُ ذَكَراً وأُنْثى تشير عبارة "فمُنذُ بَدْءِ الخَليقَة "إلى البداية، إلى إرادة الله حين الخلق (تكوين 1: 27) أي قبل شريعة موسى. ردّ يسوع اليهود إلى الناموس الطبيعي الذي أقامه الله في بدء الخليقة. يدعونا يسوع إلى التوبة عن قساوة القلب لنستعيد بركة الخلق الأولى، بركة المصالحة بين الجنسين. أمَّا عبارة "جعَلَهما اللهُ ذَكَراً وأُنْثى" فتشير إلى إعادة التعليم عن الزواج إلى كرامته الأولى حيث خلق الله الإنسان رجلا وامرأة. وهما يتحدَّان بحسب ما وضعه الله فيهما من تكامل، رغم اختلافهما. يُقرر هنا الرب شريعة الزوجة الواحدة، فالله خلق امرأة واحدة لآدم، ولأن الله خلق امرأة واحدة لآدم، فكيف يطلقها الرجل أو يختار غيرها. إرادة الله الأساسية تُلغي هذا الترخيص أو السماح بالطلاق. في هذه الآية ينتقل يسوع من الكلام الذي يرخِّص بالطلاق إلى الكلام الذي يقوم عليه الزواج باعتباره المثل الإلهي الأعلى للرجل والمرأة والى الرباط دائم الذي لا يُفسخ. والآن جاء السيد المسيح لا ليُقدم وصايا جديدة، إنما بالأكثر طبيعة جديدة فيها تنتزع قسوة القلب، ويُرد الإنسان إلى الحياة الأولى النقيَّة ويعيد إلى الزواج كرامته الأولى وفقا لمشيئة الخالق ومخططه حيث تقوم شريعة الزوجين الجوهرية على أساس الشركة الزواجية. وهذه الشركة هي تكامل طبيعي، وهبة الذات المتبادلة التامة، وهكذا يهب الزوجان الوجود للولد الذي هو صورة حيَّة لحبِّهما ورمز دائم لوحدتهما الزوجية، وإتمام مشيئة الله المنقوشة في طبيعة الرجل والمرأة منذ البدء. وتدعو كلمات يسوع "جعَلَهما اللهُ ذَكَراً وأُنْثى" إلى نبذ "المثليّة" أي لا يجوز للرّجُل إن يتحد جسديا برجُلٍ آخر، ولا المرأة أن تتّحد جسديًّا بامرأة أخرى. إذ أنَّ "المثليّة" ظاهرةٌ صعبة التّحليل في أصولها النّفسيّة"، وهي "خلل كبير وجوديّ لا يحقّق التّكامل بين الجنسين ويُغلق الباب أمام نقل الحياة" |
|