طقس
عيد الختان
كان عيد الختان في العهد القديم أحد علامات العهد بين الله وشعبه فهو علامة التطهير أو ختم عهد الله مع شعب إذ قال الله لإبراهيم (هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلكم من بعدكم يختن منكم كل ذكر).. (تك 17: 9-5). أنه علامة عهد بين الله وإبراهيم الذي اختتن هو وأهل بيته ثم تجد ذلك في عهد موسى (لا 12: 3) وكان يتم بختان كل طفل ذكر في اليوم الثامن من ولادته. الختان كطقس ديني يجب ألا يقتصر على الختان الجسدي بل ليمتد روحيا إلى القلب والضمير، فيقول موسى النبي (ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك فتحيا (تث 30: 6) و(ختان القلب بالروح هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله) (رو 2: 29).. ويقول القديس استفانوس أول الشهداء لليهود الذين اجتمعوا في المجمع (يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائما تقاومون الروح القدس) (أع 7: 51).
ويشير روحيا إلى قطع شهوة النجاسة ليس من العضو المختون فقط بل ومن القلب والأذن والفم ومن الأعضاء جميعها ليكون طاهرًا من خارج ومن داخل وبذا يصبح على عهد قداسة تامة مع الله.. ويشير أيضًا إلى الطاعة لوصايا الله.. كما يقول معلمنا بولس الرسول (إن كنت متعديًا الناموس فقد صار ختانك غرلة) (رو 2: 25) (أشهد أيضا لكل إنسان مختن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس) (غلا 5: 3) الختان كان رمزا للمعمودية.. فيشير القديس كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية إلى أن الختان الروحي يتم أساسا في المعمودية...... ويوضح لنا ذلك معلمنا بولس الرسول بقوله (وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح.. مدفونين معه في المعمودية) (كو 2: 11 - 12).
ان السيد المسيح أول من تمم الختان في العهد الجديد علما بأنه ليس بحاجة إلى الختان لكن شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.. وفي اتضاع تام تمم ذلك ليكون لنا مثالا حيا نقتفى آثاره إذا:
1- أطاع الشريعة التي تأمر بالختان (لا 12: 3) ليعلمنا حفظ الوصايا.
2- ليتمم كل بر ولولا أنه اختتن لما قبله اليهود أو سمعوا كلامه كمعلم.
3- ليتشبه بإخوته في كل شيء (عب 2: 17).
4- سيرا على عادته في تواضعه إذ بولادته أخذ صورة إنسان أما بختانه أخذ صورة الخاطئ. وهو وحده الذي بلا خطية.. لقد قدموا عن السيد عند ختانه ذبيحة متضعة حسب الشريعة (فرخي حمام) إذ كان أبواه فقيرين.. أما ذبائحنا التي نقدمها لله فهي ذبائح روحية نلتزم ما دمنا في غربة هذا العالم وأهمها:
1- ذبيحة الشكر: (اللهم على نذورك أو في ذبائح شكر لك) (مز 56: 12).
2- ذبيحة الحمد: (فلك أذبح ذبيحة حمد وباسم الرب وأدعو) (مز 116: 17).
3- ذبيحة التسبيح: "فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ للهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 15).
4- ذبيحة الصلاة: (فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية) (رو 2: 1).
5- ذبيحة رفع الأيدي في الصلاة: (لتستقم صلاتي كالبخور قد امسك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية). (مز 141: 2).
6- ذبيحة الإيمان: (لكنني وأن كنت أنسكب أيضا على ذبيحة إيمانكم وخدمته أسر وأفرح معكم أجمعين) (في 2: 17).
7- ذبيحة المحبة: (واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضا واسلم نفسه لأجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة) (أف 5: 2).
8- ذبيحة الصدقة: (صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله) (اع 10: 4).
9- ذبيحة الانسحاق: (ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره) (مز 51: 17).
10- ذبيحة الطاعة: (وان وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب) (في 2: 8).. يعطنا الرب أن نقدم له تلك الذبائح كل حين وأن نتمم ختان قلوبنا وأفكارنا وحواسنا لتكون جديدة في المسيح يسوع إلهنا الذي له المجد الدائم إلى الأبد أمين.