رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولمَّا وُلِدَ يسوعُ في بَيتَ لَحمِ اليهودِيَّة، في أيَّامِ المَلِكِ هيرودُس، إِذا مَجوسٌ قدِمُوا أُورَشليمَ مِنَ المَشرِقِ عبارة "اليهودية" فتشير الى أحد مناطق فلسطين السياسية الأربعة في زمن المسيح؛ حيث كانت اليهودية في الجنوب، والسامرة في الوسط، والجليل في الشمال، وأدوم في الشرق. أمّأ عبارة "هيرودس" فتشير الى هيرودس الكبير الذي كتب عنه المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس، وورد اسمه في العهد الجديد تسع مرات، فهو مضطهد المسيح وقاتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون (متى 2:16). ولم يكن هيرودس يهودي الأصل. لان أمه وأبيه أدوميان. وكان الأدوميون قد رضخوا بالقوة للمذهب اليهودي سنة 125 ق.م. وكان ابن انتيباتر، خازن يوحنا هركانوس الثاني من الاسرة الحشمونية. وُلد سنة 73 ق.م. وعيّنه الرومانيون سنة 47 ق.م. قائداً لحرس الجليل. ثم قائد لحرس البقاع. وفي سنة 41 ق.م عُيّن أمير الربع على اليهودية، وفي سنة 40 ق.م. عيّنه مجلس الشيوخ الروماني ملكاً على اليهودية. استولى على اورشليم في سنة 37 ق.م. وأباد الحشمونيين وحصل من القيصر أغسطس على مقاطعة طراخونيطس وباشان وحوران في شمال فلسطين. وعُرف بمهارته السياسية وبكثرة المدن الهلنستية التي بناها مبتدأ ببناء الهيكل سنة 19 ق.م. وقد جعله هذا العمل محبوبا عند كثيرين من اليهود. وهو الذي بني مدينة قيصرية وسمَّاها هكذا تكريماً لأوغسطس قيصر، ورمَّم مدينة السامرة بعد أن تهدَّمت وأسماها سبسطية، وبنى قلاعاً كثيرة منها مسعد وهيروديون وكبروس. وعُرف بقساوته، فقتل امرأته مريم وثلاثة من أبنائه (الإسكندر وأرسطوبولس، وأنتيباتر)؛ وفيما هو يسلّم أنفاسه الأخيرة أمر بقتل جميع عظماء أورشليم حتى يعم الحزن المدينة. وتوفي بعد قتل أطفال بيت لحم بثلاثة شهور في سنة 4 ق. م، علما ان يسوع وُلد قبل وفاته بسنتين. وانقسمت مملكته على أبنائه: انتيباس رئيس الربع على الجليل، وأرخلاوس ملك على آدوم واليهودية والسامرة، وفيليبس رئيس الربع على قيصرية. وجعل متى الإنجيلي صلة بين هيرودس الملك ويسوع، مشيراً بذلك الى النزاع الذي قام بين السلطات الرسمية والملك الحقيقي الذي سيُخلص شعبه (متى 1: 21). |
|