لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام
العذراء في قطع الساعة التاسعة
6. قطع الساعة التاسعة
(أ) يا من ولدت من البتول من أجلنا واحتملت الصلب أيها الصالح.. أقبل من والدتك شفاعة من أجلنا.. من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك.
نخاطب الرب يسوع المسيح الذي ولد من العذراء مريم ولم يحل بتوليتها احترامًا لنذرها وتكريمًا للبتولية. احتمل الصليب من أجل السرور الموضوع أمامه وهو خلاصنا وفداؤنا وأكمل لنا الخلاص على الصليب لذلك نسأله كصالح ومحب للبشر أن يقبل شفاعة والدته العذراء مريم من أجلنا حتى ينجينا نحن الشعب المسكين من التجارب والمصائب، ولا يتركنا فريسة للشيطان والعالم والخطية ولا يتركنا لأهواء أنفسنا المؤدية إلى الشر والفساد.
وكما نطلب شفاعة العذراء مريم من أجلنا نطلب أيضًا صلوات آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب، أحباء الرب الأحياء عنده، أصحاب الدالة القوية والشفاعة المقبولة.
(ب) عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلص العالم معلقًا على الصليب قالت وهي تبكي: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي.
نتذكر الآلام المفرطة التي قاستها العذراء وهي تنظر أبنها الحبيب معلقًا على الصليب ظلما وعدوانا. قال لها سمعان الشيخ متنبئًا "وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف" (لو35:2) وفعلا جاز في قلب العذراء سيف الألم مرارًا كثيرة ولكن وصل إلى النصل عند الصليب حتى تقول الكنيسة بلسان العذراء "أحشائي تلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي".
وعلى الصليب وفي وسط بحر الآلام الذي كان يغوص فيه الرب لم ينس والدته المحبوبة بل أوصى بها تلميذه المحبوب حتى يعتني بها قائلا لأمه "يا امرأة هوذا أبنك ثم قال للتلميذ هذه أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" (يو26:19، 27).