رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَه: ((تَعالَ!)) فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ السَّفينَةِ ومَشى على الماءِ آتِياً إِلى يسوع. تشير عبارة "تَعالَ!" الى دعوة الرب الى بطرس. لا يجرؤ بطرس على النزول من السفينة إلاّ بعد قول الرب له "تعال"، كما كان الحال في الصيد العجيب عندما ألقى بطرس الشباك في البحر بناءً على قول الرب (لوقا 5: 5). عندما يدعوك الله لا بد من الاستجابة. وفي هذا الصدد قال زولر الحاخام الأكبر في روما الذي ظهر له السيد المسيح "لا يختار المرء لحظة تحوّله بل يتحوّل عند تلقّيه دعوةً من الله. لذا لا يوجد أمام المرء سوى شيء واحد بإمكانه القيام به وهو: الطّاعة. لا وجود لتحضيرات أو خطط مسبقة. إنها هي خطوة ناجمة عن المحبّة ونابعة من مصدر الحبّ اللامتناهي". أمَّا عبارة "فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ السَّفينَةِ" فتشير الى إيمان بطرس بدعوة يسوع. فما أن عرف بطرس الصوت، حتى جمّع كل إيمانه وثقته وقواه وقفز؛ والعجيب أن السيّد لم يهدِّئ الأمواج لكي يسير بطرس على المياه، بل نزل بطرس من السفينة تلبية لدعوة يسوع ودافع ايمانه. أمَّا عبارة "مَشى على الماءِ آتِياً إِلى يسوع" فتشيرالى بطرس الذي استطاع ان يمشي على الماء بفضل طاعته ليسوع الذي يدعوه لمشاركته في المشي على الماء. لم يكتفِ يسوع بالمشي على الماء، إنما جعل القديس بطرس الرسول يمشي أيضًا على الماء. وهذه معجزة أخرى. تكمن قدرة بطرس في إيمانه بيسوع وفي نظرته القادرة في يسوع الرب المنتصر على الشر والموت. الايمان يجعل الانسان يمشي على وجه المياه، بينما الشك تُغرق الانسان كما دلّ التاريخ: موسى عبر البحر، واما فرعون وجيشه غرقوا. ويعلق القديس كيرلّس الأورشليمي "قال يسوع لبطرس تعال، آمن وسار على المياه، فكان إيمانه أقوى سند وكان جسده الثقيل يرتفع على المياه بقوة إيمانه". |
|