فالغني نظر للفقير نظرة دونية, نظرة السيد للعبد فلم يفكر، أن يعطيه كسرة خبز.انه لم يفهم أن السعادة الحقيقية هي ان يجعل غيره سعيدا لأنه فاقد الأيمان, فاقد النعمة, فاقد الخلاص.
أما لعازر كان فقيرا مريضا وغير قادر على المشي ولم ينل مطلبه من الغني المتمتع بالملذات.لكن الموت جاء على الاثنين فهو نهاية الارتباط بالعالم حيث انتقل لعازر من رفقة الكلاب الى رفقة الملائكة وجلس في حضن إبراهيم.انه لم ينل ذلك بسبب فقره بل بسبب صبره الجميل على مضض الأيام وعدم تذمره كان يعلم ان العناية الإلهية ترعاه .كما إن الغني حين انتقل إلى النار ليس بسبب غناه بل قساوة قلبه وعدم الاكتراث بصالح الآخرين.فنجاة لعازر وهلاك الغني متوقفان على عبادة الله بقلب نقي وضمير طاهر.فممكن لأغنى الناس أن يمجد الله فينجو وممكن للفقير ان يهين الله ويهلك فعند دخولنا العالم الآتي لا يسأل ان كنا فقراء أم أغنياء بل يسأل فقط عن القداسة التي بدونها لن نرى الرب فالفقير التجأ إلى رحمة الله ونال غفران الخطايا إما الغني فاكتفى بالمال واستغنى عن الله.والاستغناء عن الله والاكتفاء بما دونه خطيئة يرتكبها الأغنياء والفقراء على السواء.