الأصحاح 9 العدد 20
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في رومية 9: 20 و21 ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزّاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان؟ , فما هو ذنب الإنسان الذي يصنع الفخاري منه إناءً للهوان؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : نعم إن للفخاري سلطاناً على الطين أن يصنع منه ما يشاء، إناءً للكرامة، أو إناءً للهوان, وليس للطينة أن تقول لماذا صنعتني هكذا؟ فإن هذا من أعمال السيادة, ولكن الفخاري أيضاً حكيم وعادل فمع كامل حريته وسلطانه، إلا أنه ينظر بحكمة إلى قطعة الطين, فإن رآها جيدة وناعمة وليّنة، جعل منها آنية للكرامة، لأن صفاتها تؤهلها لذلك، فمن غير المعقول أن تقع طينة رائعة في يد فخاري حكيم، فيصنع منها إناء للهوان، وإلا أساء التصرف, أما إذا كانت الطينة خشنة ورديئة، ولا تصلح إناء للكرامة، فإن الفخاري (بما يناسب حالتها) سيجعلها إناءً للهوان, وهو على قدر الإمكان يحاول أن يصنع من كل الطين الذي أمامه أواني للكرامة، بقدر ما تساعده صفات الطين على ذلك, الأمر إذاً وقبل كل شيء، يتوقف على حالة الطينة ومدى صلاحيتها، مع اعترافنا بسلطان الفخاري وحريته، ومع ذكرنا لعدله وحكمته, ولذلك قال الرب: هوذا كالطين بيد الفخاري، أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل, تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقَلْع والهدم والهلاك, فترجع عن شرّها تلك الأمة التي تكلمت عليها، فأندم على الشر الذي قصدت أن أصنعه بها, وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغَرْس، فتفعل الشر في عينيَّ ولا تسمع لصوتي، فأندم على الخير الذي قلت إني أحسن إليها به (إرميا 18: 6-10), إذاً بإمكان الطينة أن تصلح مصيرها, ويذكرنا هذا بمثل الزارع الذي خرج ليزرع (متى 13: 3-8) فالزارع هو نفس الزارع، والبذار هي نفس البذار، وهو يريد للكل إنباتاً, ولكن حسب طبيعة الأرض التي سقطت عليها البذار تكون نتيجتها, إن الزارع لم يجهز بذاراً للجفاف أو للاحتراق، أو لتختنق بالشوك، أو ليأكلها الطير, ولكن طبيعة الأرض هي التي تحكمت في الأمر, لا تقل إذاً، ما ذنبي إن صرت آنيةً للهوان؟ إنما كن طينة ليّنة صالحة فييد الخزّاف العظيم، وثق أنه لا بد سيجعل منك آنية للكرامة,