اخبزي كعكة وزينها ..
أعدي طعامًا للأعين قبل البطون
اغمري بيتك برائحة الخبز والدفء
عندما يكبر صغاركِ سينسون كل شيء إلا الروائح ستظل عالقة في قلوبهم وأنوفهم وعقولهم
لن يتذكروا إن كان البيت نظيفا بنسبة ٥٠٪ أم ٣٠٪ ، سيتذكرون رائحة البخور التي عودتهم عليها ، رائحة البيت
لن يتذكروا كم مرة أعددت اللحم وكم مرة أكلوا العدس ، سيتذكرون لذة طعامك ورائحته التي يميزونها من بعيد ، رائحة نفسك
لن يتذكروا الفطور التقليدي وهل أكلوا بالأمس فولا أم بيضا ! ستعلق في أنوفهم رائحة الخبز ، وفي أذهانهم وللأبد سيتذكرون دائما هل كنت سعيدة أم لا باستيقاظهم ، هل كنت رقيقة وحليمة وصبورة عليهم أم ملأت صباحاتهم بالصراخ والتوتر .. سيتذكرون دائما صوت الصباحات وهل افتتحتها بصوت المنشاوي أم صوت الأخبار وطلبات البيت وصراخك المتواصل
لن يتذكروا كم مرة غيرت الملاءة أو نظفت السجادة أو غيرتِ قميصك ذاته .. سيتذكرون رائحتكِ المميزة ولون النظافة فيها .. عند كل حضن وصباح ومساء وهمسة ولمسة ، سيتذكرون دفء حضن ماما ورائحته الطيبة
ذاكرة أطفالكِ .. سمعهم وشمهم ، بصرهم ونفوسهم العميقة .. اجعليها ذاخرة بالدفء ، دفء البيت ، دفء ماما وحضن ماما ، دفء الذكريات ، دفء الماضي ..
أعدي كعكة وزينها .. تأني فيها ولا داعي للعجلة
عيشي المشاعر برفق مع أطفالك ، كلوا ببطء وتمتعوا
أعدي كوبا من الشاي وبعض ورقات النعناع ، تناولوا الدفء في الشرفة أو مجتمعين
اصنعي الذكريات لهم ولكِ .. اصنعوا حياة سويا وانظري في أعينهم .. وابتسمي.