منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 - 08 - 2012, 01:34 PM
الصورة الرمزية محتاجه لايدك ياربى
محتاجه لايدك ياربى محتاجه لايدك ياربى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: مصــر
المشاركات: 13,976

القـى بنفاياتـى

كانت الدنيا تغرق فى ظلام دامس ، و أنا أرقد على سريري ، عندما سمعت الباب يطرق . .
حاولت أن أتجاهل الصوت ، لكنه أستمر يطرق بإلحاح , فقمت متثاقلا ً أتحسس طريقى إلى
الباب . . أصطدمت بعدة أشياء ، وقع البعض منها على الأرض مُحدثا ً ضجة . . وصلت إلى
الباب أخيرا ً . . أمسكت المقبض فأدرته و فتحته ، أغمضت عيني للحظات لشدة الضوء خارج
الحجرة . . بعد ثوان ٍ ، نظرت إلى الشخص الواقف أمامي فبادرني :
" لقد جئت لأتعشى معك ".

لم أتذكر أنني دعوت أحدا ً ، و لكننى قلت : " تفضل أدخل " . . وضع المصباح الذى كان بيده
على المنضدة ، كان نوره قويا ً جدا ً ، فرأيت حجرتى بوضوح . . كانت أبشع و أقذر كثيرا ً
مما تخيلت . . كنت أعلم أنها غير نظيفة ، و لكن ليس إلى هذا الحد المُزرى ، نظرت إليه فى
خجل . . لم أعرف ماذا أقول ، فبادرنى هو قائلا ً : " يجب أن أنظف هذه الحجرة قبل العشاء ،
فهل تسمح لي ؟ " . . أومأت برأسي بالإيجاب و أنا فى شدة الخجل ، و بدأ هو العمل فورا ً . .
بدأ بالأرض ، رمى أشياء كثيرة كانت تبدو مهمة فيما مضى ، و لكنها صارت بلا أهمية منذ
تلك اللحظة . . ألقى بنفايات وددت لو تخلصت منها منذ زمن طويل ، و لكني لم أفعل . . قام
بتنظيف تراكمات سنين عديدة.

بعد فترة قال لى : " ماذا عن الصندوق المُلقى فى ركن الحجرة ؟ ماذا عنه ؟ . . ماذا تضع فيه
؟ " . . قلت له : هو صندوق زبالة ، و لكنني أحتفظ فى داخله بأشياء أحبها و أعتز بها كثيرا ً
، و أريد الاحتفاظ بها . . " لكن إن كنت تريد حجرة نظيفة فعلا ً ، فلابد من رميه خارجا ً ، إنه
يشوه منظر الحجرة " . . أرجوك لا ترميه ، أنا أريد الأحتفاظ به . . نظر إلىّ متوسلا ً ، يلتمس
موافقتى . . فأستسلمت لنظرات عينيه و أجبت : " حسنا ً أفعل ما تريد . . فأبتسم و فى ثوان ٍ
أختفى الصندوق ! . . أستمر يعمل حتى لمعت الحجرة من النظافة ، و عندما أنتهى قال : " هل
تحب أن أفعل لك شيئا ً آخر ؟ فهناك أمور عديدة يجب أن تصلحها " . .

حسنا ً . . أفعل ما تشاء ، و لكنني أرجو أن تنتهى من العمل بسرعة ، فأنا أحب أن أحافظ على
خصوصياتى . . أجاب : " و لكننى كنت أفكر فى المعيشة معك لأساعدك دائماً " . . قلت : " و
لكن وجودك هنا سيُقيد من حريتى التى أستمتع بها جدا ً " . . " إن لم أمكث معك هنا ، فسوف
تتسخ الحجرة مرة أخرى ، و إن أنا خرجت ، فسوف تعيش أنت فى ظلام لأن المصباح معى . .
ثم إنى أريد أن أجمل هذه الحجرة و أُزينها لنسكن فيها سويا ً ، عندئذ لن يعوزك شيء " . .

نظرت إليه ، و قد أستسلمت لنظرات عينيه ، و قلت : " أهلا ً بك فى حجرتي " . . أنتبهت من
غفلتى فإذا بالإنجيل مفتوح أمامى و أنا أقرأ فى سفر الرؤيا الأصحاح الثالث الآية العشرون :
" ها أنا واقف على الباب و أقرع ، إن فتح لي أحد ، أدخل و أتعشى معه و هو معى ".

إنه على الباب يقرع ، فلنفتح له ، و نتمتع بوجوده . . يكشف لنا ذاته ، و يكشف لنا محبته ،
و يفتح لنا قلبه ، و يشعرنا برعايته و أهتمامه . . عجيب هذا الإله المُحب ، الذى يعطي أهمية
لخليقته بهذا المقدار !


( قداسة البابا شنودة الثالث )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025