منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 12 - 2021, 09:26 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,770

لمن تدق الأجراس

لمن تدق الأجراس !!

فى مدينة بعيدة، كانت توجد قديماً كنيسة عظيمة بنيت على قمة جبل عال، حتى يراها الناس من مسافات طويلة.

و كان أعجب ما فى هذه الكنيسة أجراسها - فقد كانت لها منارتان عاليتان فى أعلاهما الأجراس العجيبة.

و كثرت الأقاويل حول هذه الأجراس، فقال بعض الناس أن رنينها أشبه بأناشيد الملائكة، لأنها ترن فى الأعالى فتصل أنغامها إلى الآذان عذبة رقيقة.

و لكن أحدا لم يسمع رنين الأجراس فى حياته- بل كان الناس يتناقلون هذه الأحاديث عن أجدادهم.

كانت هذه الأجراس عالية علوا شاهقا، حتى أنه لم يكن فى إمكان إنسان أن يصل إليها ليدقها، بل لم يكن مقصودا أن يدقها إنسان، فقد كانت العادة أن يأتى الناس بهداياهم ليلة العيد،و يضعوها عند أرجل "الطفل" فى المذود. و كان المتداول بين الناس أنه حين توضع أعظم هدية، فحينئذ يسمعون رنين الأجراس، لأن الملائكة تدقها عند ذلك، معلنة رضاء السيد المسيح عن الهدية و صاحبها.

و استمر الناس - عاما بعد عام- يأتون بالهدايا، و لكنهم - عموما- كانوا يفتكرون بأن أعظم الهدايا هى أغلاها ثمنا غير مدركين ما يطلبه الطفل العجيب.

و فى إحدى القرى ، و على بعد أميال كثيرة من الكنيسة العظيمة كان يعيش ولدان صغيران، اسم اكبرهما"بدرو"، و اسم الثانى "جوان" و كان الولدان لا يريان من الكنيسة غير قمتى المنارتين عندما تكون السماء صافية.

و كانا قد سمعا عن روعة الصلاة ليلة عيد الميلاد، و لكنهما لم يستمتعا بها و لا مرة واحدة - فكانا كثيرا ما يتحدثان- و هما على انفراد عن الكنيسة، و عن بهجة الصلاة ليلة العيد.

قال "بدرو" ما أكثر ما فى الدنيا من جمال يا أخى الصغير، و ما أسعد الإنسان الذي يستطيع ان يري و يسمع ... إننى سمعت بأن المسيح الطفل ينزل - هو بنفسه أحيانا ليبارك الصلاة. فهل يا تري سنسعد نحن يوما برؤيته؟

اشتد البرد فى اليوم السابق لعيد الميلاد، و عصفت الرياح و لكن برغم ذلك خرج "بدرو" و "جوان" فى سكون بعد الغذاء مباشرة متجهين إلى الكنيسة .

و عندما قاربت الشمس المغيب، كانا قد رأيا المدينة بوضوح، و تلألأت أنوارها بالقرب منهما، و بينما كانا يهمان بالدخول من إحدي بوابات المدينة، إذ بشيئ أسود واقع على الأرض يعترض سبيلهما، فاقتربا ليعرفا ما هو، فوجداه امرأة عجوزا سقطت على الثلج من شدة الإعياء.

و فكر "بدرو" ان المرأة إن تركت فى مكانها فلن تلبث أن تنام نومتها الأخيرة، و لا يوجد أحد بقربها، لأن الناس كانوا قد سارعوا إلى الكنيسة، فأخذ يبذل جهده لإيقاظها، و حرك رأسها ليدير وجهها نحو السماء بدلا من أن يكون على الجليد، ثم قال لجوان" لا يمكننى أن أذهب إلى الكنيسة و أترك هذه السيدة و شأنها، فليس أمامنا إلا أن تذهب أنت بمفردك"

أحس الولد الصغير بشيئ من خيبة الامل، فخاطب أخاه قائلا: "وحدى ؟ و انت لا تحضر صلاة العيد؟"

فأجابه بدرو و قد ظهر على وجهه الإحساس بخيبة الأمل : " سأفرك يديها حتى تشعر بشيئ من الدفء، و سأظل هكذا حتى تستيقظ تماما ثم أعطيها كعكتى التى فى جيبى "

فقال "جوان" : " و لكننى لا أحتمل أن أتركك و أذهب: فقال "بدرو" "لا داعى لأن يبقى كلانا هنا فاذهب يا أخى استمع لنا كلينا، و صل لنا كلينا، و إنى متأكد أن الطفل يسوع يعرف مقدار شوقي لحضور الصلاة، و لكنه سيعذرنى. ثم اسمع يا أخى خذ هذا القرش و حين تجد الفرصة لأن تدخل فى سكون، و من غير أن يراك أحد ضعه عند قدمى الطفل العجيب، و فى عودتك مر من هذا المكان لنعود سويا، و سامحنى لأنى لا أستطيع مرافقتك."

و هكذا شرع جوان فى المسير، و وقف أخوه، و هو يتأمله و هو يتباعد عنه و قد حبس دموعه التى ترقرت فى عينيه.

كانت الكنيسة فى تلك الليلة، فى أبهى حالاتها، حتى قال الجميع إنهم لم يروها بهذا الجمال، و حين بدأ القداس الإلهي و تصاعدت أصوات مئات المصلين، أحس "جوان" و هو واقف فى ركنه بأن الأرض تهتز تحت قدميه.

و لما انتهى القداس، بدأ موكب المصلين يتجه نحو الطفل ليقدموا له هداياهم، و مشي الأغنياء و الوجهاء فى زهو و غرور ليضعوا الهدايا الضخمة، و قال الناس - و هو يتطلعون نحو هذه الفخامة - لابد أن الأجراس ستدق ! إذ لا يمكن أن توجد هدايا أعظم من هذه.

و انتهى الموكب و بدأ المرتلون لحن آخر، و فجأة توقف ضاربا الدف و المثلث، و تطلع الجميع نحو الكاهن الذى كان واقفا إلى جوار الهيكل، رافعا يديه نحو السماء يصلي صامتاً ... و ساد الكنيسة سكون تام و أرهف الناس آذانهم فسمعوا رنين الأجراس يأتيهم من بعيد فى عذوبة و حنان لا مثيل لهما بين أجمل الأنغام.

و عندئذ وقف جميع الحاضرين كأنهم رجل واحد، ثم تطلعوا نحو المذود ليروا ما هى الهدية التى دقت لها الأجراس فلم يروا غير "جوان" الصغير ينسحب فى هدوء، بعد ان وضع هدية "بدرو" الصغير عند قدمى مولود بيت لحم !

كل سنة وانت طيب يا بابا يسوع ...
رد مع اقتباس
قديم 11 - 12 - 2021, 10:06 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لمن تدق الأجراس

شكرا للتأمل الجميل
كل سنه وحضرتك طيب
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 12 - 2021, 11:38 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لمن تدق الأجراس


رووووووووووعة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تكن ك الأجراس
الأفعى ذات الأجراس
دقت الأجراس
ودقت الأجراس !
لمن تقرع الأجراس


الساعة الآن 01:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024