كان كل ليلة مساءًا، بعد مُضي يوم مليئٌ بالأشغال، يرتب مقعدًا خشبيًا ويجلسا سويًا..
مقعدان كلاسيكيان كان قد صنعهما قديمًا في سرداب منزله، مهتمًا بكل تفاصيلهما، مؤمنًا حينها أنها ستجلس معه يومًا وتشاركه الحديث مع كوب شاي بالميرامية.
كرسيان خشبيان يتكون جدارهما من ثلاث قطع فوق بعضهما، قام بتلوين القطعة الوسطى بالأصفر والعليا والسفلى جعلهم بالأزرق لأنه يعلم انبهارها الكبير باللون الازرق كالبحر والسماء واللون الأصفر كشجر الأكاسيا..
الآن هي تجلس بجواره تشاركه الحديث كما كان يتخيلها تمامًا، يسمع ضحكاتها على تفاهاته حينًا، وتشجيعها على قرارته حينًا أخرى..
وأحيانا كثيرة يتأمل لمعان عينيها أثناء حديثها عن أشياء تأمل حدوثها أو مغامرات تود مشاركتها معه..
يشاركها كوب الشاي بالميرامية رغم أنه لا يحب مذاق الميرامية كثيرًا لكنه ما كان يأبه لذلك فحلو حديثها ينسيه مذاق الميرامية.
ما أن تدق الساعة الثانية عشر منتصف الليل حتى ينتبها أنه قد مرت ثلاث ساعات وهما جالسان يتبادلان أطراف الحديث بالشرفه وانهيا أكثر من ثلاث أكواب من الشاي..
وعلى هذا الحال كل ليلة يتعجبان كيف مازال الوقت يمر سريعًا كلمح البصر عندما يجتمعان وكأنه كل ليلة هي الليلة الأولى في لقاءهما الاول.
منقول - سارة نبيل