رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✞ قراءة في سيرة القديسة كاترينا وُلدت من أبوين مسيحيين غنيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي. كانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس. فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد. - تقدّم كثيرون يطلبون ودها فلم ترض بأحد منهم، ولما نفذ صبر أمها وكانت مسيحية واحتارت في أمر ابنتها، استعانت بناسك قديس كان يقيم خارج المدينة، فقال لها الناسك انه يعرف رجلاً أنبل من كل أهل الأرض بما لا يقاس وله سلطان على الكون برمته وقد خلق العالم بقدرته الذاتية، وهو أيضاً يلتمس عروساً له ، ولا يرض عن النفس البتول بديلاً، قال لها الناسك ذلك وصرفها وعادت كاترينا إلى بيتها متحيرة متأملة في قلبها وفي نفسها شوق للقاء ذلك العريس كما وصفه لها الناسك. - وفي الليلة نفسها رأت كاترينا والدة الإله وابنها يسوع، لكن الرب يسوع أبى أن ينظر إليها لأنها كما قال كانت بشعة طالما أنها تحت وطأة الموت والخطيئة، اضطربت كاترينا لهذا الحلم وعادت إلى الناسك فعلمها وعمدها ورأت ليلتها يسوع يقول لها: "ها هي كاترينا الآن مشرقة وجميلة، غنية ومزدانة بالحكمة والحق، الآن اقبلها عروسة نقية". - في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تماماً بسبب انتشار المسيحية. أصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها، وإلاَّ تعرّض الرافضون للعذابات والموت، فأمر بأن يتقدم المسيحيون بذبائحهم وقرابينهم للأصنام في هذا الحفل، وإلاَّ لحق بهم الموت. لم تَخَفْ القديسة كاترين بل كانت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم. أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قرارًا أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه. - كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف، وبكل جرأة وقفت أمام الإمبراطور تقول له: يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة. ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب وذهل القيصر من جمالها وشجاعتها، واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت. وبدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية،أجابها الإمبراطور أنه ليس ملماً بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها، وأنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليسمعوا لها ويردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها، بالفعل أرسل الإمبراطور إلى عمداء الكلام والفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعاً غير عادي لمناقضة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور. - وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يُحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم اُستدعيت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب. استعدّت القديسة بالصلاة والصوم وتشدّدت بروح اللَّه القدوس، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدّثت عن السيد المسيح وشخصه وعمله الخلاصي والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه. كانت تتحدّث بكل قلبها، تحمل سلطانًا كما من السماء. تحدّثت بكل قوة عن محبة اللَّه المُعلنة خلال الخلاص بالصليب. اقتنصت القديسة كاترين قلوب الكثيرين؛ وكانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تُعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة! فانقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصرّ على إيقاد أتون نارٍ يُلقى فيه العلماء والفلاسفة الذين خذلوه. فكانت القديسة تشجّعهم وهي تُعلن لهم بأن أبواب السماء مفتوحة وأن السمائيين بفرحٍ يستقبلونهم، وتقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار. - ثار الإمبراطور جداً، وأمر بجلد القديسة بكل عنف وتمزيق كل جسدها. جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها وسالت دماؤها الطاهرة لتغطي المكان، وأُرسلت إلى السجن، فكانت تشكر اللَّه وتسبحه على هذه النعمة أنها تأهلت أن تتألم لأجله، ظلّت في السجن اثني عشر يوماً متتالية وقد ضمّد الرب جراحاتها. - اهتداء الامبراطورة: وسمعت الإمبراطورة بأمر كاترينا فتحرك قلبها، وقامت بزيارتها برفقة ضابط اسمه برفيريوس، فلما تعرفت بها وبانت لها نعمة الله عليها، آمنت بالمسيح وآمن الضابط أيضاً والجنود الذين كانوا في إمرته، ولما عاد الإمبراطور إلى المدينة بعد سفر قصير ليكتشف أن امرأته قد وقعت في المسيحية، فأمر بقطع رأسها مع الضابط والجنود الذين معه، وقد فعل ذلك لكي يفلت من زمام زوجته السابقة ويصفو له الجو مع كاترينا. وهنا تدخل الحارس الخاص بالإمبراطور وأخبره بأن لديه فكرة، بها يُلزم الفتاة أن تتعبد للأصنام وأن تتزوجه، وهي أن تُربط الفتاة بحبال قوية يرفعوها على آلة بها عجلات (دولاب) تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية حادة! فتقدّمت الفتاة بشجاعة دون اضطراب، وسلّمت جسدها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة. لكن ما أن رفعوها حتى امتدّت يد خفية قطعت الحبال ودحرجت القديسة على الأرض بعيداً عن الآلة. وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا. - استشهادها: شعر الإمبراطور بفشله في تعذيب كاترين فأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها. تأسّفت القديسة أنها لم تحظَ بشرف الاستشهاد. ولم يستطع الإمبراطور نسيان ما فعلته معه تلك الفتاة، وفي نوبة جنونية أمر بقطع رأسها بدلاً من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307م شفاعة القديسة كاترينا تحفظكم جميعاً وتحفظ كل الأخوات اللواتي يتسمون على اسم القديسة كاترينا (كاتيا) ويتخذونها شفيعة لهم. |
30 - 11 - 2021, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ✞ قراءة في سيرة القديسة كاترينا
شكرا للسيره العطره
ربنا يفرح قلبك |
||||
30 - 11 - 2021, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: ✞ قراءة في سيرة القديسة كاترينا
ميرسي علي مرورك الغالي |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حول أيقونة القديسة كاترينا |
✞✞ إبصاليه واطس لكاروز الديار المصرية القديس مارمرقس ✞✞ |
✞ ✞ مديح القديس ابونا عبد المسيح المناهرى ✞ ✞ |
القديسة العظيمة كاترينا |
القديسة كاترينا |