منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 11 - 2021, 05:29 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

الراهب القمص بطرس البراموسي -
الخفاء


الخفاء لا يعني أن يحيا الإنسان مُتَخَفِّيًا عن أعْيُن الناس، أو يكون هارِبًا من مواجهتهم.. فقد يوجد بعض الأشخاص يسلكون بهذا السلوك الذميم، وذلك لعدم مقدرتهم على مواجهة الحقيقة، أو لأنهم قد يكونون غير صُرحاء في كلامهم أو غير صادقين معهم أو فيما يتفوَّهون به، ولذلك لا يستطيعون مواجهة الآخرين. وقد ينطبق عليهم القول "اَلْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، أَمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ" (سفر الجامعة 2: 14). هو يسلك في الظلام لأنه لا يستطيع أن يواجِه النور، فالسيد المسيح قال لنا: "النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ" (إنجيل يوحنا 12: 35)، وهو هنا له كل المجد يريد أن نسير في طريقه، لأنه هو "الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (إنجيل يوحنا 14: 6).

من هنا نصل إلى مفهوم إيجابي روحي وكِتابي للخفاء، فالسيد المسيح أراد أن يُصَحِّح لنا بعض المفاهيم لئلا تختلط الأمور الروحية بالعالمية، ويصبح الفِكر العالمي قد سيطَرَ علينا. فمَنْ هم يحيون حسب مظاهر العالم، تراهم يهتمون بالشكل وليس بالجوهر.. يهتمون بمديح الناس لهم أكثر من علاقتهم القلبية بالله.. يسعون نحو المظهرية والمُراءاة أمام الجميع.. لا يريدون أن يحيوا حياة الخفاء في التدبير الروحي.. أعيُنهم مفتوحة على غيرهم، ويفتِعلون كل ما يصنعونه من خير من أجل مديح الآخرين. ولذلك تَحَدَّث السيد المسيح معنا عن الخفاء في المُمَارَسات الروحية عندما تكلَّم عن الصَّدَقة؛ فقد يفعلها البعض من أجل إرضاء أنفُسَهم، أو من أجل إرضاء ضميرهم، . ولكنهم لا ينظرون إلى الله الذي يرى في الخفاء. وهنا يأتي قول للقديسة سارة تقول فيه: "جَيِّد أن تصنع الصدقة من أجل إرضاء الناس، فسوف يأتي وقت تصنعها من أجل إرضاء الله". فنجد مُخَلِّصنا الصّاَلِح يوجِّه نظرنا إلى فِعل الخفاء بقوله: "اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ.." (إنجيل متى 6: 1)؛ فعمل الرحمة في الخفاء له أجر سمائي، أما العمل الظاهري المكشوف للجميع يستَجْلِب مديح الآخرين، وبذلك نأخذ أجرنا في الأرض ولا نجد لها أي أجر في السماء. ولنلاحِظ أن عمل الرحمة المكشوف للجميع ليس له أجر سمائي فقط، ولكنه قد يحمِل نوعًا من المَذَلَّة للمُحتاج عندما نعطيه ما يحتاجه أمام الجميع. فقد يكون عزيز النَّفْس وأنتَ تجرحه وتكشِفهُ أمام الآخرين أنه يأخذ منك أي نوع من المُساعدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه أمام الجميع: ماذا نفعل مع مَنْ يطلبون المُساعدات في الشوارِع، وداخل أسوار الكنائس، و..؟ والإجابة بسهولة جدًا أنه إذا أتْعَبَك ضميرَك لِتَتميم وصية "كُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ" (إنجيل لوقا 6: 30؛ إنجيل متى 5: 42)، فأعطه الشيء القليل، ولكن ليكن عمل الرحمة الذي تقدمه لأي أحد في الخفاء بينك وبينه. وإذا لم تقدر على ذلك، اترك هذا العمل للكنيسة لتضع فيها مساعداتك، وهي تقوم بهذا الدور..

* وليس الخفاء في أعمال الرحمة فقط، ولكن أصبح من الضروري إخفاء أي مُمَارَسة روحية.. أنتَ صائِم مثل كل المسيحيين الصائمين، ولكن ليس مطلوب منك أن تَتَصَرَّف أي تَصَرُّف يظهر صومك للآخرين.. وليس مطلوبًا منك أن تكشف للجميع متى تأكل، وماذا تأكل، وعن أي الأنواع من المأكولات والمشروبات تمتَنِع.. وهكذا يحافِظ الإنسان على تدبيره الداخلي في الصوم.. وليس العيب أن الكل يعرف أنك صائِم، ولكن ما هو مرفوض أن تكشف للناس طريقة صومَك أمام الجميع.. هكذا الصلاة: إذا سُئِلت إذا كنت أصلي، سَأُجيب "نعم"، ولكن ليس المطلوب أن أقول للجميع ماذا أُصَلِّي، وكيف، ومتى، وماذا أُخاطِب الله في الصلاة.. هذه عِلاقة خَفِيَّة بين الإنسان والله..

ليتنا نَحْتَرِس أيها الأحِباء في إخفاء مُمارَستنا الروحية عن أعْيُن الآخرين.

رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الخفاء + التجربه + التمرد

التجربة



كثير من الناس ينسبون إلى الله نتيجة سوء تصرفاتهم وأفعالهم، ويغيِّرون الحقائق، ويتهمون الله أنه يجربهم بتجارب كثيرة ومتنوعة بل ومتلاحقة.. في حين أن الله الحنون ينظر إليهم بعين الرحمة والرأفة، كأم تخاف على أولادها.. فهو الذي قيل عنه: "هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ" (سفر إشعياء 49: 15). وقد يصرخ البعض مُتَألِّمًا أو مُتَذَمِّرًا من حَمْل صليب المرض أو الضيق أو العَوَز، أو غيره من الضيقات التي يسمح بها الله من أجل منفعة الإنسان الروحية والأبدية.. فكلًا منا ينظر تحت رجليه، ويريد أن يحيا حياة سعيدة مُرَفَّهة بكامل الصحة والفرح، لا يعوزه أي شيء.. ناسين أننا نحيا في أرض الشقاء والتعب والمذلة التي طُرِدنا إليها، وهذا هو حُكم الله على البشر بأجمعهم: "بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (سفر التكوين 3: 19).

فّإذا كانت الأرض لا تُعطي فرحًا، ولا راحة، ولا تسد احتياج المُحتاج أو غير ذلك من الأمور، فلماذا نتذمَّر في وقت الضيقة التي اتفق الكثيرين على تَسْمِيَتها "تجربة" - وهذا إن صحَّ ذلك التعبير- لأننا نجد مُعَلِّمنا يعقوب الرسول يوضح لنا خطأ هذا المفهوم بقوله: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا" (رسالة يعقوب 1: 13). فالله الكُلي القداسة لا يُجَرِّبنا فوق ما نستطيع، لأننا من الممكن أنه بسبب سوء فِعلنا نكون قد تَسَبَّبنا في هذه التجربة: "لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 13).

ومع ذلك فالله الحنون يشفق علينا، ويعطينا منافِذ كثيرة نستطيع من خلالها أن نتخطَّى هذه التجربة، حتى لو كانت في نظرنا المحدود غير مُحتملة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكنه يراها بعينه الإلهية أننا نستطيع أن نتحمَّلها، فيسمح بها لسبب تقوية إرادتنا وشخصيتنا، ولكي نتعوَّد على مواجهة الصِّعاب والتحدي. والأهم من ذلك كله أن يشعر الإنسان بضعفه، فيصرخ إلى الله لطلب المعونة الإلهية بصوت باكي قائلًا: "اللهم التفت إلى معونتي، يا رب أسرع وأعنّي" (سفر المزامير 70: 1؛ 40: 13). وهنا ينظر الله إلى هذا القلب الباكي والفم الصارِخ لطلب المعونة ويقول: "إِنِّي لَقَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ.." (سفر أعمال الرسل 7: 34).

فحتى لو كان الإنسان سببًا أساسيًّا في هذه التجربة لانجذاب قلبه إلى الخطية، يحوِّل الله الشر إلى خير، والضرر إلى صالح هذا الإنسان، لكي لا يفقِد الإنسان إيمانه وثقته بالله. فإذا كنا نحن خطاة، نُجَرَّب من شهوات قلبنا، ومع ذلك نُطَوَّب من الرسول في قوله: "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (رسالة يعقوب 1: 12)، فلماذا إذًا جُرِّب السيد المسيح على الجبل؟ لقد صعد بكامِل إرادته إلى الجبل لكي يُجَرَّب: "ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ" (إنجيل متى 4: 1). صعد البار الذي بلا خطية لكي يُجَرَّب من أصل كل خطية.. صعد الإله لِيُجَرَّب من الشيطان المُخزي المحكوم عليه بالهلاك الأبدي.. صعد القوي الجبار ليُجَرَّب من الضعيف المخذول.. كل ذلك من أجل أن يُعَلِّمنا أن نصمد ضد مُغريات إبليس؛ هذه المغريات التي تُسَيطِر علينا من شهوة الجسد (الطعام)، شهوة العين (أعطيك ممالِك العالم)، تَعَظُّم المعيشة (تأتي الملائكة لتحمله على أيديها كملِك).. أعطانا السيد المسيح مَثَلًا حيًّا لكي نقف حِيال مكائد العدوّ الشرير، وننتصر عليه كما هو انتصر على كل تجاربه الباطِلة.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 373,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: الخفاء + التجربه + التمرد

ميرسى على العظة الجميلة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الخفاء + التجربه + التمرد

التمرد

هناك نوعيات من البشر لا يشكرون على أيّ شيء، كل شيء يحدث حولهم لا يقتنعون به، وكل ما ينعم الله عليهم به لا يشكرون عليه أو يكتفون به، وكل ما يقدمه لهم الغير لا يُقَدِّرونه.. بل يتمرَّدون على كل شيء.. فهناك الكثير مِمَّن لا يملكون أي شيء، ولكنهم يملكون أعظم شيء وهو فضيلة الشكر؛ تجدهم شاكِرين بالشفتين وبالقلب.. تسمع منهم كلمة "نَشْكُرُ اللهَ" خارِجة من الأعماق وليس من الشفاة فقط.. ولذلك يبارك لهم الله في القليل دون أن يروا فيصبح كثيرًا جدًا.. كما حدث في كُوَّارَ الدقيق وكوز الزيت على أيدي إيليا النبي للمرأة الشونمية: "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" (سفر الملوك الأول 17: 14، 16). هؤلاء الشاكرين الحقيقيين يشعرون دائمًا بيد الله التي تعمَل معهم، وسَتْرَهُ الغير محدود.. يرون القليل كثيرًا، بل وفائِضًا عنهم.. فنجدهم يسرعون إلى إعطاء مَنْ هو مُحتاج.. وحسب نظرتنا البشرية المجردة، نشعر أنهم هم المحتاجون إلى مساعدة، ولكن تَتَبَدَّل كل المقاييس والموازين بشعور الإنسان بستر الله المستمر عليه، واهتمامه به وبِسَد كل احتياجاته.. هؤلاء لا يشعرون بالبرد والجوع والمرض وقسوة الحياة لأنهم يسبحون في عُمق حياة الشكر لله على دوام سَتْرَهُ..

ولكن على النقيض نجد مَنْ أوْسَع الله في رِزقهم، ومَنْ أعطاهم الله بكثرة في كل شيء: المال، الصحة، الأولاد، المناصِب العَمَلية.. نجدهم يَتَمَرَّدون دائِمًا وغير شاكِرين.. يتمرَّدون على مَنْ وعلى ماذا؟؟! تِقِف أمامهم في قمة الاستغراب والحيرة، وتسأل نفسك بل وتسألهم لماذا تَتَذَمَّرون وتَتَمَرَّدون؟! على أنفسكم، أم على الآخرين، أم على الله نفسه؟! هم يحيون في تَذَمُّر مستمر، لا يكتفون بِما عِندهم.. في حين أن الرسول ينصحنا بقوله: "كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 5).

هذا التمرد يجْتَاح حياتهم بكل جوانبها: تَمَرُّد على نِظام الحُكم، وهذه النقطة ظهرت بوضوح في الآوِنة الأخيرة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. لا يوجد شيء يعجب الشعب، كل شيء في نظرهم خطأ، وما يبنيه البعض يهدمه البعض الآخر أيًّا كان.. بالهجوم اللفظي أو الفِكري أو الثوري.. فأصبح الفِكر الثوري يجتاح الكل: ثورة في الفِكر والعمل والسلوك والأخلاق.. هؤلاء الهادِمين لا يدرون لحظة أنهم يُحَطِّمون كل بِناء، ويهدمون كل صِرح شامِخ.. يهدمون بالفِعل والفِكر وبالسلوك..

* والسؤال إذًا: على ماذا تَتَمَرَّدون؟ على الخطية والشيطان؟ أم على أنفسكم؟ أم على غيركم؟ أم على الله نفسه؟!

وهنا يبرز لنا مَثَلًا واضِحًا، وهو الابن الأصغر الذي نُلَقِّبَهُ بـ"الابن الشاطِر". لقد فَكَّرَ في نفسه أن الحياة التي يحياها داخِل بيت أبيه -وهو الأصغَر في السِن- لا توافِقه، فهو يريد أن يحيا حياة الحرية بعيدًا عن قيود المَنْزِل وقيود أبيه الذي يخاف عليه، وقيود أخيه الأكبر التي لا تسمَح له بأيّ تصرُّف دون الرجوع إلى مَنْ هم أكبر منه.. يريد الحرية الخاطِئة، حرية الإرادة الغير مُمَيِّزة للخير والشر.. بل يريد حرية الخطية التي لا يوجد عليها أيّ قيود.. تَمَرَّدَ على أبيه وأراد أن يأخذ كل ما يحِق لهُ من الميراث.. أراد أن يُميت أبيه وهو حيّ.. أخَذَ ميراثه وتَمَرد على حضن الآب وحنانه، وذهب إلى كورة بعيدة ليعيش في حياة الخطية التي ﻻ تُشْبِع أحدًا.. أراد أن يحيا ولكنه أماتَ نفسه.. أراد الحرية فوقع في عبودية الخطية.. وكانت النتيجة أنه اشتهى أن يأكل من أكل الحيوانات.. هذا هو نتيجة التمرد على أحضان إلهنا الحنون الذي يرعانا ويهتم بنا.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الخفاء + التجربه + التمرد

شكرا جدا جدااا
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الخفاء + التجربه + التمرد


رووووووووووعة يا استاذنا
ربنا يفرح قلبك



  رد مع اقتباس
قديم 27 - 11 - 2021, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الخفاء + التجربه + التمرد




شكرا للمرور الجميل جدا
ربنا يفرح قلبك

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
احد التجربه
احد التجربه
لو ماكنتش قد التجربه
احد التجربه
التجربه من من؟


الساعة الآن 09:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025