الرب يسوع لنا
في كل طرقك اعرفه، وهو يقوّم سُبلك
( أم 3: 6 )
يُسرّ ربنا المبارك بأن نضع ثقتنا فيه .. أن نلجأ إليه .. أن نطلبه. وليس ثمّة ما يُسمّى إسراف في الثقة في محبة قلبه وقوة ذراعه. فأمام كثرة محبته، لا يوجد شيء صغير ليُسقطه من اهتمامه. وأمام قدرة قوته، لا يوجد أمر كبير هو غير كُفء له. فله دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض. وهو رأس فوق كل شيء لكنيسته ـ هو حافظ الكون، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته.
يتحدث الفلاسفة عن قوى وقوانين الطبيعة. أما المؤمنون فيُسرّون بالتفكر في المسيح، في ذراعه واقتداره وكلمته. كل شيء به كان، وكل شيء به كائن.
لماذا إذًا نتحول إلى آخر؟ لماذا نُعلم أحدًا غيره باحتياجاتنا وأمانينا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟ لماذا لا نذهب مباشرة إلى الرب يسوع؟
هل نحتاج إلى مَنْ يحّس بآلامنا ويتعاطف معنا ويرثي لنا؟ ومَنْ يستطيع أن يقوم بذلك على أكمل وجه مثل الكاهن العظيم الرحيم؟ ومَنْ ذا الخبير بجميع ضعفاتنا إذ تجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية؟
هل نطلب عونًا من أي نوع؟ ومَنْ يستطيع أن يقدم لنا العون (في حينه) مثل المُحب القدير ... الذي غناه لا يُستقصى؟
هل نحتاج إلى مشورة أو إرشادًا؟ ومَنْ يقدر أن يعطيها كما يعطيها ذاك الذي صار لنا «حكمة من الله»؟
لنعزم على أن لا ننظر إلى سواه. آه .. إننا نُدمي قلبه المُحب ونُهين اسمه المجيد، عندما نقصد غيره. ليتنا نَغيرُ غيرةً للرب، فنقف ضد كل ميل طبيعي داخلنا لمراعاة آمال بشرية، أو لوضع ثقتنا في مخلوق، أو لاحتضان أماني أرضية. دعونا نتمسك بالنبع الحقيقي بكل قوانا، وحينئذ لن نشكو من خيبة الأمل.
مُجمل القول: دعونا نسعى لعيشة الإيمان؛ فإن هذا يمجد الله في حاضرنا وإلى الدهر.
مَنْ يطلب الرب يجد
منه الوفاء والمدد فهو إله صالحٌ
رحمته إلى الأبد