اشتغل وانشغل بتعليم الناس، وبرعايتهم..
"تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها" (مت 9: 36). كان يعظ علي الجبل، ووسط الزروع، وفي الطريق، وفي مواضع خلاء، وفي البيوت، وعلي شاطئ البحيرة، وفي كل مكان، ويشفق علي الناس ويهتم بهم، مع أنه "لم يكن له أين يسند رأسه" (لو 9: 58).
لم يضيع وقته في مشكلة العشارين كيف يجمعون العشور بطريقة يظلمون فيها الناس، ولا شغل وقته بما يفعله حنان وقيافا ومجمع السنهدريم.. إنما كان شغله هو الشعب، وكيف يعلمه ويرعاه. وهكذا قدم لنا عمليًا المثل الذي يقول:
بدلًا من أن تلعنوا الظلام، أضيئوا شمعة..
نعم. إن أضأنا شمعة، ينقشع الظلام دون أن نحاربه، ودون أن نعطل عملنا الإيجابي بسببه..