![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهداء صور المصريين *
كانت صور أكثر المدن الفينيقية ازدهارًا إذ كانت بها ميناء تطل ناحية مصر وأخرى مفتوحة تجاه مدينة صيدا، فكانت لذلك ملتقى الأمم. على أن حُمَّى المشاغل العالمية لم تقف عائقًا في سبيل الكارزين ببشرى الخلاص، فانتشرت فيها المسيحية بين جميع الطبقات. ويبدو أن الاضطهادات الأولى لم تمتد إليها إطلاقًا، ولكن بطش دقلديانوس وصلها، وأول من امتد إليه كان تيرانيوس أسقف المدينة. امتناع الوحوش الكاسرة عن الافتراس: نزل الأسقف إلى ساحة المصارعة وبصحبته عدد غير قليل من المعترفين. استطاعت عينا الأسقف يوسابيوس أبي التاريخ الكنسي المتدربتان أن تميّز بينهم خمسة من أبناء مصر، إذ قد برزوا بجسارة واضحة فقدموا أجسادهم للجلادين، الذين بعد أن انهالوا عليهم بالسياط سلّموهم لمروّضي الوحوش الكاسرة. وكان الوالي قد أمر بتجويع هذه الضواري، ولما فتحوا لها الأبواب أخذوا ينخسونها بالأسياخ لاستثارتها فانطلقت كالسهام نحو الأبطال. للعجب توقفت الوحوش الكاسرة فجأة حالما اقتربت من الأجساد العارية الممزقة، ثم أخذت تحوم حولها ولم تلبث أن عادت إلى مغائرها. وكان المعترفون جميعًا راكعين يصلون، وبين المصريين الخمسة كان شاب لا يتجاوز العشرين من عمره راكعًا رافعًا عينيه نحو السماء في سكينة تامة، وكأنه لا يرى الوحوش ولا يسمع زئيرها. تراجع الثور الهائج أمام القديسين: عاود المروّضون استفزازهم للوحوش، ولكنهم فشلوا في محاولتهم الثانية كما فشلوا في الأولى. ولما حاروا أمام فشلهم جاءوا بثور هائج قد قضى بقرنيه الحادتين على المجرمين الذين ألقوا بهم قدامه. ومع ذلك فقد تراجع أمام القديسين، ونخسه مروّضوه بأسياخ محماة بالنار في جنبيه فقفز في غضب وهياج، ولكنه لم يمس الراكعين في الصلاة، فاضطروا إلى إدخال جميع الوحوش إلى مخابئها. ثم أصدر الوالي أمره بقطع رؤوس الأبطال الذين لم تجرؤ الكواسر على الاقتراب منهم. قد شاهد الأسقف يوسابيوس هذا المنظر بعينيه هو وعدد من أصدقائه، ولكنه أنه لم يسجل أسماء هؤلاء البواسل، الذين ثبتوا على إيمانهم إلى المنتهى. العيد يوم 1 أبيب. شهداء فارس * مائة شهيد اهتمام امرأة تقيّة وغنيّة بهم ثياب العُرْس مائة شهيد: في سنة 345 م. وفي عهد الملك الفارسي سابور الثاني Sapor II استشهد أكثر من مائة مسيحي في يومٍ واحدٍ، كان من بينهم تسعة من العذارى المكرّسات والباقي كهنة وشمامسة ورهبان. اهتمام امرأة تقيّة وغنيّة بهم: ذلك أنهم جميعًا رفضوا برأي واحد أن يعبدوا الشمس، فتُرِكوا تسعة أشهر كاملة في زنزانات حقيرة وقذرة، وكانت تعولهم في حبسهم امرأة تقيّة وغنيّة اسمها يازداندوكتا Yazdandocta، كانت تزورهم في السجن وتشجّعهم وتحضر لهم الطعام. ثياب العُرْس: يبدو أنها علمت بموعد تنفيذ الحكم في هؤلاء الشهداء، فرتبت ليلتها وليمة كبيرة وأحضرت لكل واحد منهم ثوبًا أبيضًا جميلًا. وفي صباح اليوم التالي جاءت مرة أخرى وأخبرتهم بأنه يوم تقديمهم للتعذيب، وأخذت تشجعهم وتطلب إليهم التمسك بنعمة الرب لكي يشجّعهم ويقوّيهم على سفك دمائهم من أجله، وأضافت: "عن نفسي فإنني أسأل اللَّه بجدية أنه بصلواتكم يستجيب لي الرب ويعطيني فرح مقابلتكم كلكم مرة أخرى أمام عرشه السماوي". عند موضع تنفيذ الحكم حاول الملك إغرائهم، ووَعَدهم بالعفو عنهم إن هم عبدوا الشمس، لكنهم بكل شجاعة أجابوا بأنهم قد لبسوا ثيابهم هذه تعبيرًا عمّا تحملها مشاعرهم من استعداد وتسليم حياتهم بالكامل لأجل السيد المسيح. أخيرًا قُطِعت رؤوسهم في المساء، وحضرت يازداندوكتا وحملت أجسادهم ودفنتها. العيد يوم 6 إبريل. شهداء كريت العشر * ضمن أبرز الشهداء: ثيؤدولوس Theodulus وساتورنينوس Saturninus ويوبورُس Euporus وجيلاسيوس Gelasius ويونيسيان Eunician وزوتيكُس Zoticus وكليومينِس Cleomenes وأجاثوبُس Agathopus وباسيليدس Basilides وإيفاريستُس Evaristus وهم الملقبون بشهداء كريت العشر، والذين استشهدوا في سنة 250 م. كانوا من سكان العاصمة جورتينا Gortyna وجميعهم اعترفوا معًا بالإيمان بالمسيح. قُبِض عليهم وأُلقوا في السجن وضُرِبوا ورُجِموا من الوثنيين، وبعد فترة قُدِموا إلى الحاكم في جورتينا، وفور ظهورهم في المحكمة طلبوا منهم أن يقدموا الذبائح إلى جوبيتر Jupiter لأنه في ذلك اليوم بالذات كان شعب الجزيرة يحتفلون به. أجابهم الشهداء أنهم لن يقدموا الذبائح للأوثان أبدًا، فقال لهم الحاكم: "سوف تعرفون قوة الآلهة، إنكم لا تحترمون هذا المحفل الكبير الذي يعبد جوبيتر القادر على كل شيء، وبقية الآلهة" . ردّ عليه الشهداء بأنهم يعرفون تاريخ جوبيتر وحياته وأفعاله. كاد الجمع أن ينقضّ عليهم، ولكن الحاكم منعهم وأمر بتعذيبهم، وقد تحمل الشهداء كل التعذيب بفرحٍ عظيمٍ. وكان الوثنيون يصرخون ويطلبون إليهم أن ينقذوا أنفسهم بأن يخضعوا ويقدموا القرابين للآلهة، فأجابهم الشهداء قائلين: "نحن مسيحيون ومن الأفضل لنا أن نموت ألف مرة عن أن ننفذ هذا الأمر". وبعد فترة رأى الحاكم أنه هُزِم أمامهم فأمر بقطع رؤوسهم. فتقدم الشهداء بكل شجاعة وفرح إلى مكان الإعدام، وهم يصلّون إلى اللَّه أن يرحمهم وأن يرحم جميع بني البشر، وأن ينقذ شعب بلدهم من ظلمة عبادة الأوثان. وبعد قطع رؤوسهم انصرف الجمع وقام المسيحيون بدفن أجسادهم التي نُقِلت فيما بعد إلى روما. فيما بعد، كتب الآباء الذين اجتمعوا في مجمع كريت سنة 458 م. إلى الإمبراطور لاون الأول Leo I قائلين: إن بركة وشفاعة هؤلاء الشهداء العشر هي التي حَمَت بلادهم حتى ذلك الوقت من البدع والهرطقات. وقد سُمِّيت القرية التي عُذِّب فيها القديسون باسم "العشر شهداء"، ويوجد لوح حجري مكسور به عشر تجويفات في المكان الذي ركع فيه القديسون لينالوا إكليل الشهادة. العيد يوم 23 ديسمبر. |