رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هيرودس والكنيسة «مَدَّ هِيرُودُسُ المَلِكُ يَدَيهِ لِيُسِيئَ إِلَى أُناسٍ مِنَ الكَنِيسَةِ» ( أعمال 12: 1 ) كان المؤمنون في أورشليم مزمعين أن يُعانوا آلامًا كثيرة على يد الملك ”هيرودس أغريباس“ ( أع 12: 1 )، الذي كان قاسيًا مثل عمه ”هيرودس أنتيباس“ ( لو 13: 31 ، 32؛ 23: 11)، ومثل جده هيرودس الكبير (مت2). قساوته ورغبته في أن يُرضي اليهود جعلتاه يقتل يعقوب أخا يوحنا، ويضع بطرس في السجن (ع3). والله لا يُخطئ مُطلقًا، وهو يتمجَّد في شعبه سواء أ كان بحياة أو بموت، وفي حكمته سمح ليعقوب أن يخرج من السجن إلى السماء، ولبطرس أن يخرج من السجن ليواصل خدمته. ونلاحظ أنه لا السلاسل، ولا أربعة أرابع العسكر، ولا نية هيرودس بقتل بطرس منعته من النوم الهادئ في سجنه (ع6)! وفي الوقت نفسه لا توجد عقبة تقدر أن تمنع الرب من خلاص خادمه العزيز. أيقظه الملاك وأخرجه بقوة (ع7، 10)، وبسلطان (ع8). بل انفتح باب الحديد الذي يؤدي إلى المدينة من ذاته! كم يكون كل شيء سهلاً عندما يكون الله هو العامل! عرف الله قصد الشعب اليهودي الإجرامي (ع11)، لكنه أيضًا سمع صلوات الكنيسة المستمرة لأجل بطرس (ع5). وهؤلاء المُصلُّون هم أصحاب اليد العُليا. إذًا فلقد كان سجن الرسول بطرس فرصة لتدريب قلوب المؤمنين، لكننا نقول بأسف إنه عندما استُجيبت الصلاة، وظهر بطرس بشخصه للمؤمنين المُصلِّين، عجز إيمانهم عن تصديق ذلك. وكثيرًا ما نُصلِّي دون أن ننتظر حقًا إجابة طلبنا. مرات نظل مُتشككين عندما يكون الجواب على الباب! وهذا يدُّل على أن استجابة الكثير من صلواتنا تعتمد على أمانة الله لا إيماننا نحن. على العكس من ذلك فإننا نقرأ عن الفتاة ”رودا“ (ومعناها ”وردة“)، التي نعتقد أنه نظرًا لإيمانها البسيط، تشرَّفت بذكر اسمها في سفر الأعمال ( أع 12: 13 ). أغلق هيرودس أُذنيه عن كل التحذيرات الإلهية، وأعطى أُذنًا للذين تملَّقونه من أهل صور وصيداء، الذين لأجل أسباب سياسية التمَسوا مُصالحة هذا القاتل، لذلك ضربه الله بغتةً بضـربة مُميتة، بينما كلمة الله، التي هاجمها في حماقته، نَمَت وامتدت أكثر من ذي قبل (ع24). موت يعقوب وكذا إنقاذ بطرس في أول الأصحاح حقَّقا قصد الله، بينما موت هيرودس في آخر الأصحاح حقَّق مجد الله. ومات المتكبِّر الشـرير هيرودس للبرهنة أنه مجرَّد إنسان لا إله، كما أوهمَهُ البشـر (ع22)؛ وقام من الأموات المُتضع القدوس، للبرهنة أنه رغم كل مظاهر الوداعة والاتضاع، كان هو الله (الذي) ظهر في الجسد ( رو 1: 4 ). |
|