منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01 - 11 - 2021, 10:38 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621

قداسة البابا شنودة الثالث
طاق الجدران الأربع


أن أخبرك الآن أن الروحيات في الصحراء والجبل لها طابعها الذي يختلف عن طابع الروحيات في المدينة فمن أهم القيود التي تتعب العابد في المدن:

نطاق الجدران الأربع
ولقد جربت هذا بنفسي، كنت منذ سنوات في معسكر في ألماظة وهى بقعة صحراوية تقع على بعد أميال من ضاحية مصر الجديدة. وكنت متعودا أنا وأحد أخوتي من مدارس الأحد أن نصعد على أعلى رابية في تلك الصحراء لنقضى وقتا في الصلاة والتأمل. وكانت مصر الجديدة، تلك الضاحية الفخمة في مبانيها وشوارعها وتنظيمها وسكانها أيضًا، تظهر لنا على بعد كشيء ضئيل تافه على مرمى النظر في خط الأفق. ولم يكن يبدو منها غير بعض أضواء بسيطة: لعاملين بسيطين هما عامل البعد وعامل الارتفاع. وكنا نشعر أن روح كل منا انطلقت من احترام الطول والعرض والارتفاع، والفخامة والضخامة. والتنميق والترويق، وتساوى أمامها القصر العالي والبيت الصغير، إذ لا يبدو شيء من كليهما. بل كنا نشعر بسعادة ولذة روحية ونحن جالسان على الرمل فوق تلك الرابية المرتفعة، سعادة لم نجدها في المدن في يوم من الأيام.


وفي عطلة من المعسكر رجعنا إلى القاهرة وأقول لك الحق يا أخي الحبيب أنني انزعجت من هذه العاصمة الصاخبة. وكنت أسير في الشوارع وفي رأسي وإذني بركان ثائر من ضجيج الناس وصوت السيارات والترام ووسائل المواصلات المتعددة. وعرفت وسط هذا الصخب أنني لست بقادر أن أفكر تفكيرًا منطقيا مرتبا متلاحقا، كما كنت أفعل فوق الرابية المرتفعة.

وعندما أغلقت علي باب مخدعي ووقفت للصلاة، لم أستطيع أن أصلي، كانت الجدران الأربع التي للغرفة بمثابة حاجر منيع يفصلني عن التمتع بالله. وأقول لك في صراحة أنني خرجت من غرفتي دون أن أصلي وسرت بعيدًا بعيدًا أبحث عن فضاء هادئ مرتفع لا أرى فيه إمامي الأبنية والمنشآت، وتصغر فيه نواحي العمران والمدينة، وبعد حوالي الساعة من السير وجدت مكانا فيه شيء ضئيل مما أطلب، وهكذا رجعت إلى منزلي ضيق النفس مشتاقًا إلى رابيتي المرتفعة مرة أخرى...

وانقضت أشهر المعسكر ورجعنا إلى العاصمة، ووجدت نفسي مضطرًا إلى تَعَوُّد الصلاة بين الجدران الأربع. ولكن ذكريات تلك الرابية المرتفعة ما زالت خالدة أمام عيني حتى اليوم، ولكي أحصل علي جانب من التعويض كنت – بعد أن أنتهي من درسي في مدراس الأحد، أصعد وأخوتي الشبان إلى سطح الكنيسة المرتفعة لنلقي نظرة علي القاهرة، فنراها أيضًا في ظلمة المساء شيئًا ضئيلًا لا تبدو منه إلا أشباح أبنية تلمع فيها تلك النقط البيضاء المضيئة.

أن روحك يا أخي الحبيب تود أن تنطلق هي أيضًا كالطير من غصن إلى غصن، تود أن تصير كالملائكة الذين يسبحون في السماء بغير روابط أو قيود. وأن لم تستطع هذا باستمرار، فلا أقل من تهيئة فرص في بعض المناسبات...

إن هذا يجعلني أتخيل التأمل أغزر وأوفر بالنسبة إلى البحار والفلاح وسكان الجبل وساكن الصحراء.. ويُخَيَّل إليَّ أننا سنصير كذلك عندما نتخلص من نطاق الجسد ونصعد إلى فوق، حيث الله والملائكة والقديسون. وقد تناولت هذا الموضوع مع أبي الراهب، فحدثني عن اختبار روحي آخر، حكي لي كيف انفرد في قلايته ثمانية وعشرين يوما في مستهل حياته الرهبانية. قابعا بين الجدران الأربع، لا يري أنسانا ولا يتصل بإنسان، مجاهد في صراع عنيف بينه وبين الله ونفسه، وكيف كانت تلك الحقبة من الزمن فترة {غربلة} قاسية لنفسه، استطاعت فيها الروح أن تنطلق شيئا فشيئًا من قيودها الكثيرة إلى الله، وتغصب منه الوعود اغتصابًا...

وبعد ذلك خرج الراهب من قلايته وقد تساوت أمامه الجدران واللاجدران...

وهنا أقدم لك في هذا الموضوع مرحلة من مراحل الروحانية أسمي وأعمق. كانت المرحلة الأولي هي التبرم بالجدران الأربع، أما هذه فهي مرحلة عدم الإحساس بالجدران الأربع ، حيث تجلس في غرفتك. وتستغرق في صلاتك أو تأملاتك أو قراءاتك، حتى لا تعود تشعر بكل ما حولك، وإنما تعيش في عالم آخر يسمو علي الحس، لا تعرف فيه هل أنت في غرفتك أم في فضاء الدير، هل قلايتك لها جدران أن ليس لها، بل أقول أنك في تلك الحالة لا تستطيع أن تميز هل انتقلت إليك السماء وأنت علي الأرض، أم انتقلت وأنت علي الأرض إلى السماء؟ بل دعني أهمس في أذنك يا أخي الحبيب أن هناك أشخاصا لم يستطيعوا أن يدركوا – في حالات كهذه – هل هم في الجسد أم خارج الجسد كما حدث للقديس بولس الرسول، وكما روي عن القديس يوحنا الأسيوطي والشيخ الروحاني أيضًا.

يتدرج بي هذا الموضوع، موضوع انطلاق الروح من المكان إلى تأمل آخر متعلق به وهو {الرؤى}.

سمعنا في هذا الأمر من قبل عن اختبارات القديسين يوحنا الحبيب والقديس بولس الرسول، ويعوزنا الوقت أن استرجعنا اختبارات الأنبا انطونيوس والأنبا شنوده وغيرهما من القديسين الذين انطلقوا من أماكنهم وعاشوا بالروح في أجواء وبيئات أخرى رأوا فيها أشياء عجيبة لا ينطق بها.

أنما أذكر هنا قصة رواها لي أحد أخوتنا الأحباء عن كاهن ممتلئ بالروح كان واقفا يصلي في المذبح فلما وصل في صلاته إلى عبارة {ورفع نظرة إلى فوق..} رفع نظره هو أيضًا، وسادت الكنيسة فترة من الصمت العميق، ومرت دقيقة ودقيقتان ودقائق كثيرة والكاهن القديس ناظر في صمت إلى فوق في دهشة وذهول، وطال الوقت جدًا والشعب يتأمل كاهنه المبارك في صمت، وبعد فترة أخفض الكاهن بصره، وأكمل صلاته في عمق وحرارة دون أن يحس فترة الصمت التي مرت به، ولما أخبره أحد خواصه -بعد القداس- بما حدث وطلب منه إيضاح الأمر، اضطرب ولم يجِب، ولما أكثر عليه الإلحاح قال أنه نظر إلى فوق فإذا بالكنيسة وكأنها بلا قبة ولا سقف، وإذا به يتأمل سلمًا طويلًا يصل المذبح بالسماء. فتأمله لُحيظات كأنها جزء من الدقيقة ثم أكمل صلاته...

يتحدثون بعد ذلك عن الرهبنة كطريق إلى الخدمة، وما أرى الرهبنة إلا طريقًا إلى السماء تساعد فيه الخلوة والتأملات والجهاد المستمر علي دوام انطلاق الروح حتى تتحد بالله.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02 - 11 - 2021, 10:58 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02 - 11 - 2021, 04:40 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621

شكرا جداا
الرب يباركك ويفرح قلبك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02 - 11 - 2021, 06:25 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
walaa farouk walaa farouk غير متواجد حالياً
..::| الإدارة العامة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,472

ميرسي علي مشاركتك المثمرة
ربنا يفرح قلبك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02 - 11 - 2021, 06:25 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621




شكرا جدا جدا جدا
يسوع يفرح قلبك



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قداسة البابا شنودة الثالث _ والطفل شنودة walaa farouk كنوز البابا شنودة الثالث 0 03 - 05 - 2021 01:59 PM
قداسة البابا شنودة الثالث ! morcos20 قسم المواهب المسيحية 20 01 - 09 - 2018 04:23 PM
قداسة البابا شنودة الثالث walaa farouk صور البابا شنودة الثالث 3 11 - 03 - 2016 07:51 PM
نطاق الجدران الأربع Mary Naeem قسم المواضيع المسيحية المتنوعة 0 08 - 01 - 2014 03:40 PM
قداسة البابا شنودة الثالث ممسكاً بوصية قداسة البابا كيرلس السادس tito227 صور البابا شنودة الثالث 3 24 - 08 - 2013 09:33 AM


الساعة الآن 11:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025