دعوته للدخول الى البرية .
في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها ، وإذ حول القديس نظره عنهن منتظرا خروجهن بدأن في الاستحمام . ولما عاتبها على هذا التصرف ، أجابته ( لو كنت راهبا لسكنت البرية الداخلية ، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان ) وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه ( إنه صوت ملاك الرب يوبخني ) وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية ، وكان ذلك حوالي عام 285م . استقر القديس في هذه البرية ، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر ، يمارس حياة الوحدة . هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مفترسة .