رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشأة رحبعام عندما وُلد رحبعام أطلق سليمان هذا الاسم الذي يعني "مرحب الشعب" أو "موسع الشعب"، ولعله كان يتمنى أن يرى ازدهار المملكة على يديه، لكن للأسف حدث العكس تمامًا؛ إذ لم يكن رحبعام حكيمًا. وربما لعبت نشأته دورًا في هذا: 1- تربى رحبعام في مناخ غير صحي. فرغم تقوى سليمان في بداية حياته، إلا أنه للأسف تزوج بنساء أجنبيات أدخلن معهن عبادة الأوثان، وجلبن غضب الرب؛ وكانت أم رحبعام «نعمة العمونية» واحدة من هؤلاء. ولم يتنبه سليمان إلى الخطر الذي يهدد ابنه، مع أنه صاحب المبدأ الهام «رَبِّ الولد في طريقه (بداية طريقه)، فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه» (أمثال6: 22). ونشأ الولد في القصر محاطًا بالترف والتنعم، وهو يطلب فيُجاب طلبه في الحال، ويتكلم فيُمتدح كلامه، ويشير بأصبعه فيجد عشرات الخدم يلبّون النداء. لذا كان مدللاً بلا تأديب، خلافًا لقول أبيه «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة، والصبي المُطلق إلى هواه يُخجِل أمه» (أمثال 15: 29). أحبائي الشباب هل نستمع لنصائح الكتاب: «الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه، والمستهزئ لا يسمع انتهارًا»، وأيضًا «الأحمق يستهينُ بتأديب أبيه، أما مُراعي التوبيخ فَيَذْكَى» (أمثال1: 13، 5: 15)؟ 2- كما أن أصدقاء رحبعام، الذين تربوا معه وعاشروه منذ الصغر، قد تركوا فيه أعظم الأثر. لم يكن منهم واحد يخاف الله أو يتمسك بشريعته. لذا لما استشارهم في قرار خطير يتعلق بالمملكة، أظهرت إجابتهم ما فيهم من غرور وكبرياء وخفة وسطحية وانعدام الحكمة والبصيرة. حقًا إن «المساير الحكماء يصير حكيمًا. ورفيق الجهال يُضر» (أمثال20: 13). هذه العوامل انتجت شابًا متكبرًا أنانيًا ضعيف الشخصية، ضيق الأفق، وصفه أحدهم بأنه "وافر الحماقة ويعوزه الفهم". وقد ظهر هذا بوضوح في مواقفه المختلفة. |
|