كان على الإنسان أن يمر في بوتقة العذاب ليتغلب على قوة الموت الحاصل بالخطيئة، لا لأنه مجبر، بل لأنه معلم وهاد، والمعلم مثال يحتذى وقدوة حية، ولأنه يعرف أن الموت الحاصل بالخطيئة لا يمكن أن يقضى عليه إلا بموت المسببات للموت: حب الذات، المجد، الكبرياء، الطمع، الغرور، الشهوة القتالة، ولكي يقضي على هذه القوى الفنائية، يجب أن تعود للحرية حركتها، وللعقل اتجاهه النير، وللإرادة فعلها المنسجم مع حقيقة وجودها، والغاية من هذا الوجود، وعودة هذه القوى هي قيامة من القبور المفتوحة في اعماق الذات الإنسانية وكان لابد أن يصلب وجود هذه المسببات حتى يتحقق البعث، ويشع النور من المسامير التي دقت جسد الخطيئة، ويطوف نشيد الإنسان المخلص فوق أرجاء الدنيا أملاً ورجاء، وحباً وحرية وانعتاقاً.