أسلوب الإنسان ووداعته يكسب كل إنسان "وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ" (مت ١١ : ٢٩)، وفي أحد الشعانين وهو داخل أورشليم "هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ" (زك ٩ : ٩)، فكان في قديم الزمان الحصان هو رمز للقوة، لكن السيد المسيح استخدم جحش ابن أتان وذلك لأن الأتان يوصف بحيوان متضع وهادئ...
كذلك السيد المسيح وهو الراعي، الرقيق، الوديع، العطوف، ويقول الكتاب "لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ" (مت ١٢ : ١٩)، ويقول الكتاب المقدس "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ" (مت ١٢ : ٢٠)، وذلك عندما يذكر نقطة مضيئة في الشخص الذي أمامه ويُشجعه ويُقويه، "وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ"، وهذه صفات "طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ" (مت ٥ : ٥)...