يقول القديس أمبروسيوس إن هذه القديسة كانت وقتئذ فتاة حدثة وكانت موعودة بالزواج لشاب أممي من أشرف عائلات المدينة المذكورة. وكان غنياً باستحقاقات جزيلة من المال والعلم والكرامة، غير أنه حالما سمعت هذه الفتاة إنذار القديس بولس عن الحياة الأبدية وعن استحقاق حفظ البتولية الفائق الثمن، وقد رفضت تلك الزيجة واعتمدت على حفظ العذرية كي تتفرغ بأكثر إهتمام لعبادة الله راغبة عن كل الكرامات وعن التنعم الدنيوي بأسره فوالدها إذ كانا أممين ولم يعلما ما هو التزام ابنتهما نحو العريس السماوي الذي كانت قد كرست له بتوليتها سراً، قد شرعاً يحرضانها على إتمام وعد الزيجة المتفق عليه مع الشباب فرفضت رفضاً باتاً، بالإضافة إلى اجتهاد العريس وأهله وأقرباء الجهتين والمعارف والأصدقاء بل أيضاً واجتهاد وإلى المدينة عينه الذي حينما رأى ثبات عزم هذه الفتاة على عدم قبول الزيجة قد عددها بالقصاص والعذاب، غير أن ذلك جميعه قد ذهب سدى من حيث أن القديسة استمرت على عزمها بثبات عجزت معه الوسائط. قد تفرغت مهتمة بالأعمال الصالحة التي تكسب بها رضا عريسها الإلهي يسوع الميسح، متعلمة من القديس بولس الرسول. فقد كانت تستخرج الجهن الزكي من زهرة الزئبق أي تضيف إلى حفظ طهارتها البتولية، كما يفسر هذا الكلام الاستعاري القديس أغريغوريوس أسقف نيصص، تلك الأمانة والتشققات، وقهر الإدارة وضبط الحواس باطناً وظاهراً بنوع يصيرها ميتة عن جميع الأشياء العالمية.