منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 10 - 2021, 05:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,585

نص عظة البابا تواضروس فى اجتماع الأربعاء



"انتظر الرب واصبر له" نص عظة البابا تواضروس فى اجتماع الأربعاء



البابا تواضروس





وجاءت العظة تحت عنوان "انتظر الرب واصبر له" فى إطار سلسلة التأملات التى يقدمها قداسته من خلال مزمور 37، حيث تناول قداسة البابا موضوع انتظار الإنسان لله، وركز على أن توقيتات الله دوما تكون صحيحة، وحين ينتظر الإنسان الله ينال بركات جزيلة وتتحقق له الوعود الإلهية.
وجاء نص العظة كالأتى:
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين
تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد. آمين
دروس فى الحكمة
الدرس رقم (6) فى المزمور 37:
"لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ. اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ. وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ. سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِى، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ. انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِى يَنْجَحُ فِى طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِى مَكَايِدَ. كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلاَ تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ، لأَنَّ عَامِلِى الشَّرِّ يُقْطَعُونَ، وَالَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ الرَّبَّ هُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِى مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِى كَثْرَةِ السَّلاَمَة". نعمة الله الآب تكون مع جميعنا. آمين.

وهنا الآية "انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ" أن الإنسان يُصدق مواعيد الله وأن الله سيتدخل وسيستجيب لصلواتنا... "انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ" (مزمور 27)، وهى وضع ثقتنا كلها فى ربنا، لأن الله له مواعيد، وتُعتبر فضيلة الانتظار قوية لأن فيها التأنى والصبر والاحتمال، حتى فى الطبيعة، فالإنسان الذى ليس لديه فضيلة الانتظار يقع فى مشاكل ومتاعب كثيرة، وبالتالى يضيع منه نِعم كثيرة فى حياته، مثل إبراهيم أبوالآباء عندما قال له الله (أبارك مباركيك ونسلك يكون مثل رمل البحر ونجوم السماء)، بالرغم من أنه لم يُنجب، لكن بانتظار وصبر إبراهيم أبو الآباء أنجبت له سارة زوجته (ابن الموعد)، فتتحقق المواعيد فى وقتها، لأن التوقيت عند الله غير توقيتنا نحن لأننا نفكر بعقولنا الضيقة، كذلك راحيل عندما طلبت من زوجها أن يتزوج من الجارية حتى يأتى بنسل يُنسب له، ولكن الله تدخّل فى الوقت المناسب بفتح رحمها وأعطاها ابنًا (يوسف)، الذى فيما بعد صنع عجائب فى مصر؛ فالانتظار لا يكون عند البشر فقط وإنما عند الله أيضًا، عندما يصبر على الخاطئ إلى أن يتوب، مثل الزوان والحنطة عندما قال "دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا"، بالرغم من أن نبات الزوان سام ونبات الحنطة جيد، كذلك مع الخُطاة الله ينتظر توبتهم.
"وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا، احْكُمُوا بَيْنِى وَبَيْنَ كَرْمِى. مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضًا لِكَرْمِى وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَبًا، صَنَعَ عِنَبًا رَدِيئًا؟" (اش 5: 3، 4)، فالله أعطاه فرصة حتى يُقدم كرمًا جيدًا وإنما قدّمه رديئًا، كذلك فى العهد القديم الله أعطى للشعب فرصا كثيرة لكى يتوبوا ولكنهم كانوا متمردين وغليظى الرقبة.
"فَيَعْلَمُونَ أَنِّى أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمُ الَّذِى أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لأَسْكُنَ فِى وَسْطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ" (خر 29: 46).
"وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِى النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِى أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ»" (خر 32: 1)، فالله أعطاهم الفرصة ليتوبوا ولكنهم لم يستغلوها وما زال يعطيها لهم.
الله انتظر توبة شاول الطرسوسى حتى صار القديس بولس الرسول، وانتظر توبة أغسطينوس حتى صار القديس ابن الدموع، وأيضًا انتظر توبة موسى الأسود، وكان إنسانًا مجرمًا حتى صار قديسًا وأبًا للرهبان... الله ينتظر توبة الخطاة فى كل مكان وزمان لأن من هذه التوبة يصيروا قديسين.
حتى أريانوس وَالى أنصنا كان طاغيًا، فالله انتظر توبته حتى تاب ومات قديسًا... ومثل الابن الضال، عندما انطلق من بيت أبيه فرحان بالميراث الذى أخذه فى حياة أبيه، وبعدما أنفق كل ميراثه وصار فى فقر، وفى لحظة يقظة حاسب نفسه وأخذ قراره بأن يذهب لوالده، ونفس ذات الوقت ظل والده ينتظره يوميًّا بالبكاء والصلاة، وعندما لمح رجوع ابنه غمرته الفرحة وأخذه فى أحضانه.
أهمية الانتظار فى حياة الإنسان:
- بالانتظار ننال المواعيد، مثل قول إرميا النبى "جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ" (مراثى إرميا 3: 26)، كذلك البذور عندما تُزرع تأخذ فترة حتى تنبت، فالانتظار يُعلّم الإنسان نوال المواعيد.

مثل "إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِى الَّذِى فِى مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّى عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِى الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا" (خروج 3)، عندما حرّرهم من يد فرعون وقال لهم "تَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِى تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ" (يش 23: 14)... يشوع يطلب من الشعب الانتظار والثقة فى يد الله، لأن الله له مواقيت.
- الانتظار يهزم الشياطين، مثل القديس الأنبا أنطونيوس فى بداية حياته، عندما حاول يوقعه عدو الخير ولكنه كان ينتصر بمعونة الله... وأيضًا القديس ايسيذورس عندما ظل يُشجّع ويُقوّى موسى الأسود بأن ينتصر على الشيطان والشر وعدم رجوعه للخطية مرة أخرى، وبالصبر والانتظار استطاع أن يحوّله من إنسان شرير إلى قديس.
فنهاية أمر خير من بدايته، لأن عدو الخير يحاربك ولكنك أنت بفضيلة الانتظار تنال الموعد وتهزم الشيطان، فأى شيء تؤدّيه بسرعة يؤذيك، إلا التوبة فهى الوحيدة التى تحتاج للسرعة، لذلك عدو الخير هو الذى يدفع بالإنسان للتسرّع، إن كان ارتباط أو عمل؛
مثل بطرس الرسول الذى كان شخصية مندفعة (يا رب إن تركك الجميع أنا لا أتركك، لا أنكرك)، وما هى إلا أيام قليلة حتى قال له المسيح "قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (مر 14: 30)، وبالفعل أنكره بطرس الرسول، وبدأ يمارس فضيلة الانتظار، وظهر ذلك بعد حلول الروح القدس وبعد إلقاء عظته يوم الخمسين، فبدأ بالكرازة وبالخدمة وعُرِف عنه النجاح والالتزام فى خدمته.

"انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ" فكيف يقتنى الإنسان الانتظار؟
1- الإيمان فى مواعيد الله،
عند قراءة الكتاب المقدس ضَعْ إيمانك فى وعوده، لأن الإنسان عندما يتمتع بفضيلة الانتظار يكون لديه قوة يستطيع بها أن ينتظر عمل الله، "انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ" (مزمور 27)... كذلك داود النبى عندما كتب المزمور من خلال اختبارات عاشها، وكان شاول يقاومه فى وقت من الأوقات، لكن عندما أدرك فضيلة الانتظار صار ملكًا على إسرائيل، ويُذكر اسمه إلى اليوم ونقول (المسيح ابن داود)... كذلك أبرار العهد القديم انتظروا مجيء المسيح، فداود قبل السيد المسيح بحوالى ألف سنة وكان ينتظر الرب والخلاص وعمل الصليب، لذلك لا بد أن يكون عندك الإيمان الكامل حتى تقتنى فضيلة الانتظار.

أيضًا أبيمالك عندما هاجر لبلاد موآب بعد حدوث مجاعة فى وطنه، ومن ضعف إيمانه أنه لم ينتظر إلى أن يحل الرب هذه المجاعة ويرفعها عن الشعب، وأثناء هذه المجاعة توفى أبيمالك هو وابنيْه، ورجعت نُعمة لوطنها بصحبة راعوث زوجة ابنها، وعاشت بالإيمان، حتى صارت راعوث جِدة للسيد المسيح.
2- لا بد من أن نقتنى نفوسنا بالصبر، فى تربية الأبناء، مثل إنجيل لوقا "وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ"، كما فى (يع 1: 3) "امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا"، صبر الإنسان فضيلة رائعة فى حياته.
والإنسان الحكيم يصبر، وفى العهد الجديد أقنوم الحكمة معنا وساكن فينا، فهو يجعل الإنسان حكيمًا مهما كان عمره.
3- بالحكمة تقتنى الصبر، "وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّا، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِى عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ" (1مل 4: 29)، فكان بالحكمة والإيمان والصبر يحل المشكلة، لذلك فى مواجهة المشاكل لا بد من إعطاء فرصة للصلاة والمشورة والصبر لكى يعمل الله معك، فالصبر والانتظار فضيلة ودرس من دروس الحكمة، والحكمة تحتاج للوقت والإيمان والصبر ونحن نبنى كيان الحكمة فى حياة الإنسان مثل داود النبى.
ويعطينا الله تأملات فى الأسابيع القادمة حتى يتكون لك منهج الحكمة الكامل فى حياة الإنسان.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"حياة التلمذة" موضوع اجتماع الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني
دروس في الحكمة 6: انتظر الرب واصبر له» - محاضرة البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس انتظر الرب واصبر له
"ارْعَ الأَمَانَةَ" نص عظة البابا تواضروس الثانى فى اجتماع الأربعاء
البابا تواضروس يلغي اجتماع "الأربعاء" غدا ويدعو الشعب للصلاة من أجل الوطن


الساعة الآن 03:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024