رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كفرناحُوم وسَدُوم «ولَمَّا صَارَ المَسَاءُ ... أَخرَجَ الأروَاحَ بِكَلِمَةٍ، وجَمِيعَ المَرضَى شَفَاهُم» ( متى 8: 16 ) حين عرف الناس – في كفرناحوم - أن المسيح صنع معجزة شفاء حماة سمعان، فإن كل مَن كان لديه شخص عزيز عليه أحضـره للمسيح، وأي شخص كان يشعر بتعب أو مرض احتار فيه الأطباء، جاء إلى المسيح المُريح ليحصل منه على الشفاء. وما زالت الفرصة لكل واحد، للخلاص من مرض الخطية. فالمسيح حتى اليوم يُخلِّص بالمجان، وبدون أي شيء من جانب الإنسان، وكل المطلوب هو أن يأتي الإنسان إلى المسيح بالتوبة والإيمان «كُلُّ مَن يَدعُو باسمِ الرَّبِّ يَخلُصُ». لقد انتظر الناس إلى المساء ( مت 8: 16 )، أي إلى أن غربت شمس يوم السبت، وبدأ يوم جديد (قارن مع مر1: 21، 32؛ لو4: 31، 38، 40). إذ بحسب اعتقادهم ما كان يجوز لهم الاستشفاء في السبت. وعندها تجمَّعت زرافات من البشـر محتاجة إلى الشفاء. والمسيح مستعد لعمل الخير مع البشـر في أي وقت، في السبت أو في غيره، في الصباح أو في المساء. لذلك فإنهم لمَّا قدَّموا إليه مجانين كثيرين، أخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضى شفاهم! وهناك مقارنة بين هذه الحادثة في بيت سمعان بطرس، وحادثة في العهد القديم عند بيت لوط. الحادثتان كانتا في المساء. في سدوم اجتمعت كل البلدة إلى بيت لوط، وأحاطوا بضيفي السماء؛ وفي كفرناحوم اجتمعت البلد كلها حول بيت سمعان، وأحاطوا برب السماء. في سدوم تجمَّعوا لفعل الشـر، بينما هنا أتوا لنوال الشفاء. والذين أتوا للشفاء شُفوا جميعًا، والذين أتوا لفعل الشـر ضُربوا جميعًا بالعمى، من الصغير إلى الكبير. لكن لم تنتهِ المقابلات بعد، فالعجيب أنه في يوم الدين سيكون لأُناس سدوم الأشرار الذين أحاطوا ببيت لوط لفعل الشـر، حالة أكثر احتمالاً من رجال كفرناحوم، حيث كان رب المجد يصنع الشفاء، وذلك لأنه في الحالة الأولى، وإن كانت قد احتُقرت رسالة القضاء بواسطة ملائكة الرب، ففي الحالة الأخيرة احتُقرت خدمة النعمة بواسطة رب الملائكة! «إن كانَت الكلمَةُ التي تكلَّمَ بها ملائكَةٌ قد صارَت ثابتةً، وكُلُّ تَعَدٍّ .. نالَ مُجَازَاةً عادلَةً، فكيفَ نَنجو نحنُ إِن أَهمَلنَا خلاَصًا هذَا مقدَارهُ؟ قد ابتدَأَ الرَّبُّ بالتكلُّمِ بهِ، ...» (عب2). إن أقصـى دينونات الله لن تقع على أكثر الناس ظلمة، بل على أكثرهم نورًا، إذا احتقروا النور الذي وصلهم. فلا عجب أن تقع على أورشليم وروما، أكثر دينونات الله رعبًا! |
|