رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح ( في 3: 8 ) كل هذا صحيح، ونشكر الله عليه. ولكن يوجد وجه آخر للموضوع. فماذا يقصد الرسول بربح المسيح؟ إنه كان بلا شك قد قبل المسيح كعطية الله للخطاة. فماذا أراد بعد ذلك؟ أراد أن يربح المسيح ككنز لنفسه ولو خسر كل شيء في سبيل ذلك. فكما أن المسيح التاجر الحقيقي قد باع كل ما له إذ أخلى نفسه وضحى بكل حقوقه كإنسان وكالمسيا لكي يمتلك الكنيسة، التي رآها لؤلؤة كثيرة الثمن ( مت 13: 44 -46)، هكذا بولس الرسول قد ضحى بكل شيء لكي يمتلك ذلك الغرض الأسمى الذي قد أُعلن لقلبه يوم ظهور الرب له، فقد رأى في ابن الله جمالاً أدبياً وكمالاً فائقاً جعلاه ينسبي، فتخلى عن كل امتياز وشرف عالمي، واحتقر كل مسرة وغنى أرضي، لكي يملأ المسيح كل زوايا قلبه ويملك على كيانه الأدبي بجملته، واشتاق إلى معرفته ليس كمن رفع خطاياه فقط، بل كمن يستطيع أن يُشبع كل رغبات النفس، ويعوّض لها عن كل ما في العالم. |
|