رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيمان الأبرص وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً: يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني ( مت 8: 2 ) مع أن خبر الرب لم يكن قد ذاع كثيراً وقتها كالطبيب الأعظم، إلا أن الأبرص لم يكن لديه أدنى شك في قدرة الرب على الشفاء، فلقد صرَّح بذلك في كلمة "تقدر". لكن ما كان لديه اليقين في قلب الرب أنه يريد له الشفاء "إن أردت". وأمثال صاحبنا هذا كثيرون: يؤمنون أن الله قدير .. ولسان حالهم: ومَنْ يشك في ذلك؟ ويقرّون بأنه يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر .. وكيف لا وهو صاحب السلطان .. ويؤكدون على أنه في السماء .. كل ما شاء صنع، لكن إيمانهم يفشل في أن يقرّ بأن الله يريد خيرهم. لكن تُرى ما هو سبب ذلك القصور؟ قد يكون حالهم الرديء. فالرجل كان أبرص، وكثيراً ما يفشل الإيمان إذا ما كان صاحبه في حال أدبي هابط، إذ يبني استحقاقات إيمانه على حاله، فيظن أن الرب لا يمكن أن يتعامل مع أمثاله. وقد يكون مقارنتهم لأنفسهم بآخرين. فقد كان حول الرب آنذاك جمع كبير (ع1) ممن يبدون أصّحاء من الخارج، ولربما أنه اعتقد أنهم أولى منه بإحسانات الرب. وقد يكون فشلهم في فهم نعمة الله .. فلقد كان الرب نازلاً من الجبل حيث قال عظته الأشهر، والتي فيها قدّم أعلى المستويات الأدبية والروحية، فكيف لأبرص مثله أن يجد لنفسه مكاناً في قلب الرب؟ على أن لمسة واحدة من الرب غيّرت الحال وداوت ضعف الإيمان، مع أن هذه اللمسة كانت أبعد ما تكون عن تصوّر الأبرص الذي اعتاد أن يهرب الكل من لمسه؛ لكنه نالها وما كان أعمق تأثيرها! كم من مرات تلامس الرب معنا في أوضاع، وأوقات، وبطرق، ما كنا نتخيل أن يفعلها، فكان لتلك اللمسات أعمق الأثر في نفوسنا؟ ألا يشجع ذلك إيماننا الشاحب الهزيل ليثق في رب مُحب قدير؟! أما زلنا نشك في قلب ذلك الذي لم يمسك نفسه عنا وقدم للموت نفسه ليحل أعقد مشكلاتنا؟ ليت قلوبنا تدرك قلبه، وتؤمن بما لنا فيه. . |
|