كيف ندخل إلى المعنى الحقيقي لنصوص الكتاب المقدس؟ إن كان قد دعا دراسة الكتاب المقدس فإن له أسسه وخصائصه وقوانينه فإن هذه الأمور تحمل اتجاهين متلازمين ومكملين أحدهما للآخر:
أ. الجانب الأول هو الحكمة والتمييز، كيف أفسر النص؟ هل بالمعنى الحرفي البحت، أم الرمزي وحده، أو كليهما معًا؟
ب. الجانب الآخر، هو الجهاد الروحي... فكلمة الله هي روح وحياة، لا يتفهمها إلا السالك بالروح...
يقول القديس يوحنا(64) "بالروح القدس يتمتع المؤمنون بمهارة النظر إلى المعاني المخزونة في الداخل".
الروح القدس الذي أوحى بالكلمة هو وحده الذي يفتح مخازنها أمام النفس لكي تنهل منها، فتشبع وتفيض دسمًا.
والروح مستعد أن يعطي بسخاء... ويعطي الجميع إن تقدمنا إليه نطلب عمله فينا بانسحاق قلب في اتضاع، مع جهاد مستمر في الصلاة(65): "لا نقدر أن نكشف معاني الكتب الإلهية ونحن مهملون أو نائمون. يحتاج الأمر إلى بحث دائم وصلاة حارة حتى نقدر أن نجد لنا طريقًا بسيطًا في أسرار الأقوال الإلهية".
"لنتنقى... وهكذا نصغي للأقوال الإلهية،
لننصت إلى ما يُتلى علينا بقلبٍ منسحقٍ".