رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخيرًا خرج للخدمة، واعتلى المنبر وبدأ يفسر، فأحس الشعب بعذوبة الكتاب لا من خلال منبره وبلاغته وفصاحته، بل بالأكثر في نسكياته وحبه ورعايته وأبوته الصادقة. لقد فسر الكتاب بقلبه وتصرفاته الخفية والظاهرة قبل ما يفسره بلسانه وشفتيه! لقد عرف الشعب في الكتاب مادة حياة وشركة، لا مادة معرفة نظرية أو بحث وحب استطلاع. هذا المنهج العملي الذي لمسه الشعب في أبيهم، أعلنه هو لهم في أكثر من موضع، فقد شبه الكتاب المقدس بالأنهار التي لا نعرف أعمقها، لكن يكفينا أن نميل ونشرب منها ونرتوي، ونبحر فيها، عوض أن نفسد أوقاتنا في قياس أعماقها ونحن نموت ظمأ(2)! مرة أخرى يحث شعبه قائلًا(3): "من يعرف الكتب المقدسة كما ينبغي لا يتعثر في شيء... علامة المعرفة الحقة إلا تكون محبًا للاستطلاع في كل شيء، ولا ترغب في (مجرد) التعرف على كل شيء!". |
|