منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 09 - 2021, 10:17 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

القديس يوحنا ذهبي الفم والهروب


الوقت منتصف الليل، ليلًا مظلمًا غير مقمرٍ، كئيبًا وهذا ما زاد موقفنا خطورة! لم يكن من يرافقنا ولا من يساعدنا بل الكل هجرونا! مع ذلك تحت ضغط الخوف، وتوقع الموت العاجل انتصبت وأضأت المشاعل، محتملًا ما أنا عليه. لكن الكاهن أمرني بإطفائها لئلا يهتدي البرابرة إلينا على ضوئها ويهاجموننا كما قال، فأطفأتها.
وسقطت الدابة(27) على ركبتيها، إذ كان الطريق ضيقًا ووعرًا ومليئًا بالأحجار، فسقطت "الحمالة" التي كنت في داخلها، وبالكاد نجوت من الهلاك، لقد خرجت من "الحمالة"، وسرت على قدمي يشدني الكاهن أفيثوس Evethios بسرعة، إذ نزل هو أيضًا عن دابته. كنت أسير بتثاقل، كما كان يقودني أو يسحب يدي، فقد كان السير مستحيلًا في طريق غاية في الصعوبة وسط جبال وعرة، في منتصف الليل.
تخيلي ماذا تكون آلامي وسط هذه المصائب؟ الحمى تعذبني، ومع جهلي بالخطط المدبرة ضدي كنت أخشى البرابرة وارتعش متوقعًا السقوط بين أيديهم!
ألا تعتقدي أن هذه الآلام وحدها -حتى وإن لم أسقط تحت أي آلام أخرى- تستطيع أن تمحو الكثير من خطاياي، وتهيئ لي فرصة لنوال مديح من الله؟
إن سبب هذا كله -على الأقل كما أظن- أنه عندما بلغت قيصرية أحاط بي أصحاب المراكز والمثقفون الذين كانوا قبلًا شيوخًا أو حكامًا أو تريبيونيين Tribunes(28)، بل بالحقيقة زارني كل الشعب يوميًا، وأعطوني اهتمامًا زائدًا، وعاملوني كحدقة أعينهم. هذا في رأيي ما أثار فارتريوس بشدة، فإن حسده الذي أخرجني من القسطنطينية(29) لم يتوقف بل تتبع خطواتي إلى هنا.
هذا على الأقل مجرد افتراض من جهتي، لا أستطيع أن أعلنه بطريقة إيجابية بل مجرد توقع مني.
ماذا أقول عن الأحداث الأخرى التي وقعت في الطريق، والمخاوف والمخاطر؟ عندما أذكر هذه الأمور يومًا فيومًا، إذ على الدوام أتأملها، أطير سعادة، أثب بالفرح كمن وجد كنزًا عظيمًا قد خزن له. هذا هو حالي، وهذه هي مشاعري تجاه هذه الأمور.
لذلك أسأل سموكِ أن تفرحي بهذه الأمور، أن تسعدي، وتثبي فرحًا، وتمجدي الله الذي حسبني أهلًا أن أحتمل مثل هذه الأشياء.
أتوسل إليك أن تحفظي هذه الأمور لنفسك ولا تخبري أحدًا بها ولو أن أغلب الجند سيملأون المدينة بهذه القصة، إذ هم أنفسهم تعرضوا لخطر عظيم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم
القديس يوحنا ذهبى الفم
القديس يوحنا ذهبي الفم
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم


الساعة الآن 04:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024