|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثورة في قيصرية كبادوكية جاءني حقًا هيئة الإكليروس والشعب والرهبان والراهبات والأطباء، وأولوني اهتمامًا عظيمًا. فالكل كان يخدموني بكل نوعٍ ويقدمون لي العون لكن ضغط الحمى الشديدة هددني فكنت في غاية الخطر. أخيرًا هدأ الداء قليلًا ثم زال. أما فارتريوس Pharetrius فلم يظهر في أي موضع، إنما كان ينتظر رحيلي، دون أن أدري ما يقصد بذلك. إذ رأيت مرضي يزول تدريجيًا بدأت أفكر في الأعداد لرحلتي حتى أبلغ كوكوزة وأستريح من أهوال الطريق. وبينما أنا أتهيأ لذلك إذ بنبأ يأتينا فجأة أن الآشوريين Isaurians يرابطون في جماعات بلا حصر لغزو منطقة قيصرية، وقد أحرقوا قرية كبيرة ويرتكبون أعمالًا عنيفة، وإذ سمع الحاكم بذلك أخذ جنوده وخرج إليهم. لقد خشي لئلا يقوم العدو بهجوم على المدينة أيضًا، إذ كان الجميع في اضطراب وضيق شديد، مدركين أن أرض وطنهم ذاتها في خطر، حتى تعهد الشيوخ أنفسهم بحماية الأسوار. إذ كانت الأمور هكذا، رأينا فجأة عند الفجر رعاعًا من الرهبان، يليق بي أن أطلق عليهم هذا اللقب، لك أعبر عن مدى غضبهم. فقد اندفعوا نحو المنزل الذي نقيم فيه، وهددوا بحرقه، واستخدموا معنا العنف الزائد إن لم نتركه. ولم يخفف من حدة غضبهم الخوف علينا من الآشوريين Isaurians ولا شدة مرضي، ولم يكن هناك شيء آخر يجعلهم يتعقلون، فقد كانوا مصرِّين في غضبٍ شديدٍ حتى خاف الجند منهم. كانوا يهددون بالضرب، بل يفتخرون أنهم نجحوا في ضرب كثير من الجند ضربًا مخزيًا. إذ سمع الجند ذلك لجئوا إليَّ وتضرعوا متوسلين: "لو اضطررنا نسقط في يدي الآشوريين Isaurians، أنقذنا من هذه الوحوش المفترسة. عندما سمع الحاكم بهذا الخبر أسرع إلى المنزل مريدًا أن يقدم لي عونًا، لكن الرهبان لم يعطوا توسلاته اهتمامًا، حتى خارت قوته حقًا. لقد أدرك خطورة الموقف، فلم يجرؤ أن يشير علي بالخروج، فأتعرض لخطر محقق (من الآشوريين)، ولا أن أبقى في الداخل بسبب ثورة هؤلاء الرجال، فبعث إلى (الأسقف) فارتريوس Pharetrius يرجوه إمهالي أيامًا قليلة بسبب مرضي والخطر المحيط بي، لكن لم يكن لهذا العمل نتيجة، بل على العكس في اليوم التالي وصل الرهبان في أكثر ثورة، فلم يجرؤ أحد من الكهنة أن يقف بجواري ويسندني، لكنهم كانوا في خجلٍ وخزيٍ بسبب تعليمات فارتريوس، فكانوا يبتعدون ويختفون، حتى إذا ما دعوتهم لا يجيبونني. ما الداعي للاسترسال في الحديث؟ فإنه وأنا في وسط هذه المخاوف العظيمة، والموت يكاد يلاحقني، إذ لم أكن قد شفيت من الآلام تمامًا، ألقيت بنفسي على "الحمالة" في الظهيرة، وحملوني إلى الخارج، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. كان الشعب يصرخ ويزأر، يصُب اللعنات على المتسبب لمثل هذه الأفعال، وكان كل واحدٍ منهم يبكي وينتحب! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |