رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احتراق الكاتدرائية خشي أعداؤه أن يركض الشعب إليه ويلحق به ويلزمه بالعودة قسرًا، فصدرت الأوامر بإغلاق أبواب الكنيسة على من بداخلها. لكن سرعان ما انتشر الخبر في كل القسطنطينية، وجاء من الشعب من كان في الأماكن العامة يجري يمينًا ويسارًا، لا يدري ماذا يفعل. أسرع البعض نحو الشاطئ لعلهم يقدرون أن يلحقوا بأبيهم قبل إبحاره، وآخرون صاروا يطيرون في شوارع المدينة. وحدث رعب وسخط ضد الإمبراطور. أما الذين كانوا داخل الكاتدرائية فقد شعروا بالخديعة، فاتجهوا نحو الباب المغلق وضغطوا عليه بعنف فانكسر، واندفعوا تجاه الساحة ليجدوا جماعات من الأعداء يقذفونهم بالحجارة، ويدفعونهم دفعًا للعودة تجاه الكنيسة. وفي لحظات ارتفع لهيب النيران في الكنيسة من كل جهة، ثم لحق بسقفها. وفي وقت قصير دفعته الرياح تجاه مبنى مجلس الشيوخ ليأتي عليه تمامًا. وقد بقيت النيران مشتعلة طوال الليل، منذ العشية حتى الصباح. ألهب الحريق جو القسطنطينية، فقد اتهم أتباع يوحنا أضدادهم أنهم دبروا خطة الحريق لكي يقتلوهم داخل الكاتدرائية، وقال البعض أن النار قد خرجت من تحت المذبح تعلن غضب الله على ما حدث في الكنيسة تجاه الأسقف المظلوم يوحنا، وقام أضداد يوحنا يتهمون أتباعه أنهم صنعوا هذا الحريق تنكيلًا بالسلطات، فصار الحريق فرصة للتنكيل بهم. لم تمضِ فترة قصيرة حتى رسم أرساكسوس Arsacius، أخو البطريرك السابق ليوحنا "نيكتاريوس"، ليكون أسقفًا على القسطنطينية. وكان شيخًا ابن ثمانين عامًا، طيب القلب، يحمل سمعه حسنة، أفسدها بالتصرفات التي قام رجال الإكليروس في عهده تحت اسمه. من ذلك أنه إذ رفض أتباع يوحنا في الاشتراك معه في الصلاة، ويبدو أنهم -في ثورتهم الداخلية- بدأوا يقاومونه، أبلغ السلطات، فهاجم الجند اجتماعاتهم، وتعدوا الأوامر الصادرة إليهم -كما هي العادة في مثل هذه الظروف- إذ سلبوا ونهبوا حليّ النساء وضربوا الكثيرين. لقد ذاق أتباع يوحنا الأمرين، وكما روى سوزومين أن بعضهم امتنع عن الظهور في الأماكن العامة والأسواق، بينما اضطر البعض إلى الهروب من المدينة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم |