رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا وأفدوكسيا تعلق الإمبراطور أركاديوس وزوجته أفدوكسيا بالبطريرك الجديد يوحنا إلى أبعد الحدود. وقد بلغ التجاوب أشده عندما لعبت الإمبراطورة دورًا في احتفالات الشهداء. فعندما نقل رفات بعض الشهداء حضرت بنفسها في ثيابها الرسمية، يحوطها عدد كبير من رجال البلاط واشتركت في الاحتفالات. ويبدو أنها بقيت حتى وقت متأخر من الليل، إذ وقف الأسقف عندما بدأ الفجر يلوح يعظ معبرًا عن إعجابه بالإمبراطورة وتقواها. ويرى البعض أن هذه الصداقة قد دامت في قوتها إلى وقت سقوط أتروبيوس(62) عام 366م حيث ظهرت شخصية الذهبي الفم في وساطته لدى الإمبراطور عن أتروبيوس، في الوقت الذي كانت فيه مُرّة النفس تجاه أتروبيوس وتود الخلاص منه. كما تلألأت بالأكثر شخصيته في وقفته الجريئة أمام غايناس القوطي! هذا ولم يخل الجو من بعض النسوة الشريفات المهذارات اللواتي كن يحطن الإمبراطورة، وقد أحسسن بهجوم الذهبي الفم عليهن، فقمن بدور خطير في الوشاية به لديها. وإذ قُتل غايناس القوطي الذي سبق فأطاح برأس أتروبيوس خلا الجو تمامًا لأفدوكسيا لتلعب دورها المنفرد على مسرح الإمبراطورية الرومانية الشرقية. لقد تكشفت حقيقتها بوضوح وظهر خبثها وطمعها في تدبير أمور الرعية، فأذاقتهم من المظالم أضعاف ما فعله بهم أتروبيوس. وإذ ضج الشعب لم يجد له ملجأ غير الأب البطريرك، يستغيثون به منها ليتدخل في أمورهم، الأمر الذي دفع به إلى الاحتكاك بها والدخول معها في سلسلة من الآلام. سجل لنا التاريخ بعض تصرفات القديس معها، فقد قيل أن بولاسيوس والى الإسكندرية كان قد ظلم أرملة واختلس منها خمسمائة دينار، وإذ اِعتزل منصبه وقطن القسطنطينية جاءت الأرملة تشكوه لدى البطريرك، بعدما لجأت إلى القضاء كما لجأت إلى الإمبراطورة التي ألزمته بدفع ستة وثلاثين دينارًا فقط. ترقب البطريرك دخول بولاسيوس الكاتدرائية واحتجزه حتى يدفع مال الأرملة، فأرسلت الإمبراطورة تطلب إطلاق سراحه فرفض. ولما احتدم غضبها وأرسلت جندًا يخرجونه بالقوة وجدوا ملاكًا مرعبًا، الأمر الذي أرعب الإمبراطورة، فدفعت المال للأرملة ليطلق سراح بولاسيوس. |
|