رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا وسقوط أتروبيوس Eutropius ولد أتروبيوس كعبد في حكم الميزوبوتامياMecopotamia ("بلاد الرافدين" Mesopotamia ما بين النهرين أو دولة العراق القديم)، واجتاز سن الطفولة والصبوة كعبدٍ يقوم ببعض الأعمال الدنيئة الموكلة إليه بواسطة سادته الذين كانوا يتاجرون به، فيبيعه سيد لآخر. وأخيرًا اشتراه أرنيثيوس Arnithus الذي كان يقوم بعمل عسكري هام، هذا قدمه هدية لابنته عند زواجها. لكن السيدة تضايقت من تصرفاته بعدما صار شيخًا، فلم تحاول بيعه بل أطلقت سراحه. ذهب العبد إلى القسطنطينية حيث صار في عوزٍ شديدٍ، فرثى له أحد موظفي البلاط مهيئًا له عملًا بسيطًا بين حجاب الإمبراطور. ومن هنا بدأ نجمه يتألق ومركزه يرتفع، إذ استطاع أن يجذب أنظار الإمبراطور ثيؤدوسيوس باجتهاده في عمله ولباقة حديثه وسرعة خاطره، فوثق به وأوكل إليه القيام بأعمال خطيرة وحساسة. بعد موت الإمبراطور ثيؤدوسيوس صار أتروبيوس رئيس الحجاب والمشير الخاص لأركاديوس إمبراطور الشرق، والمساعد الدائم له. لكن هذه المهمة كانت أصلًا في يد روفينوس Rufinus الذي كان بحق هو المدبر الفعلي لشئون المملكة في بداية حكم أركاديوس، وقد كانت له دسائسه وطمعه الخبيث مما أثار سخط الشعب عليه، فاغتالته جماعة في حضور الإمبراطور. أما أتروبيوس فكان يتودد لروفينيوس بخبثٍ، واستطاع بدهائه أن يبطل تدابيره في تزويج ابنته بأركاديوس، مستبدلًا بها أفدوكسيا التي حفظت له هذا الجميل زمنًا. فلما اُغتيل روفينوس صارت السلطة الحقيقية في يد أتروبيوس الخصْي تسنده أفدوكسيا المسيطرة على زوجها بجمالها ودهائها. هكذا استطاع الخصْي العجوز أن يصير الحاكم الفعلي للإمبراطورية الرومانية الشرقية، فتصلف على الشعب والكنيسة وامتلأ تيها وتجبرًا. وإذ أراد أن يحفظ لنفسه مركزه أحاط الإمبراطور بجماعة من المتملقين، وحاول استبعاد العينات الممتازة. ولكي يقطع خط الرجعة استطاع بسلطانه أن يلغي حق اللجوء الكنسي رغم احتجاجات البطريرك يوحنا، بهذا يقدر أن يغتال من يغتاله، ويقتله كما يشاء وينفي ويستبعد بلا عائق. كان أتروبيوس هو علة سيامة يوحنا بطريركًا على القسطنطينية، وقد بدأ يمد له المعونة مظهرًا له مساندته في أعماله الرعوية، خاصة في إرسال بعثات كرازية. وكان يظن أنه بهذا يقدر أن يقتنص البطريرك يوحنا في جعبته، فلا يرفع عينيه فيه. لكن القديس يوحنا كان لا يعرف المداهنة، ولا يمارس الرياء، فكان يتحدث بجرأة نادرة وعنف شديد ضد شرور الأغنياء في ذلك الحين. وقد أحس أتروبيوس والشعب أيضًا أن أول من ينطبق عليهم هذه الأقوال هو أتروبيوس، خاصة وأن الواشين قد وجدوا في عظات الذهبي الفم للإثارة، فصارت العلاقات بينهما غاية في السوء. على أي الأحوال، في عام 399 م. سقط أتروبيوس بمكيدة عسكرية دبرها غايناس Gainas ليحتل مركزه، في الوقت الذي كانت فيه العلاقات بين أتروبيوس والإمبراطورة قد ساءت أيضًا إلى أبعد الحدود في زمن قصير، فأمر الإمبراطور بنفيه وإعدامه |
|