عامل الهدم في عملية السلام: "ونقض حائط السياج المتوسط". لكي نفهم المراد من هذه العبارة, يجب أن نرجع بأفكارنا على الحالة التي كان عليها الهيكل وقت كتابة هذه الرسالة. فمن المسلم به, أن هيرودس الأكبر أضاف إلى الهيكل قطعة فسيحة من الأرض كانت مؤلفة من دار متداخلة في دار, حتى تصل إلى القدس, ومنه إلى قدس الأقداس. وكانت كل دار تزيد في درجة "القدسية" عن الدار الخارجة عنها, حتى تنتهي إلى قدس الأقداس –الذي لا يُسمح بدخوله إلا لرئيس الكهنة وحده, مرة واحدة في السنة. وأما القدس فكان يسمح للكاهن بدخوله يومياً ليحرق البخور على مذبح المحرقة وقت تقديم ذبيحتي الصباح والمساء. وكانت تُقدم هاتان الذبيحتان في دار الكهنة على مذبح المحرقة. وخارج هذه الدار, داران أخريان: إحداهما –وهي الملاصقة لدار الكهنة مباشرة- تسمى "دار بني إسرائيل", والثانية –وهي خارج الأولى شرقاً- تسمى "دار النساء"