رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في هذا الفصل فصّل الرسول ما أجمله في العدد السابق في ثلاث حقائق: الحقيقة الأولى: السلام كعملية أجراها المسيح (2: 14 أ) "لأنه هو سلامنا". النبرة في هذه العبارة واقعة على الكلمة الوسطى: "هو" ويجوز أن تترجم حرفياً إلى: "هو بنفسه" أو هو "هو لا سواه".قديماً تنبأ عنه إشعياء فلقبه ب"رئيس السلام" (إشعياء 9: 15). وفي يوم ميلاده هبطت على الأرض بشرى السلام: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". وقبيل صلبه رأينا فيه واهب السلام ومعطيه لتلاميذه ومريديه: سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم". لكن بولس يحدثنا عنه في هذا العدد أنه "هو سلامنا". فشخصيته, وذاته, وطبيعته كلها سلام, وهو بنفسه رابطة السلام بين الناس والناس, وبين الله والناس, وشخصه الحي المجيد هو ضمان سلامنا, بل جوهر سلامنا, فالسلام مشتق منه ومنبعث, مثلما تنبعث أشعة الشمس من كلف الشمس انبعاثا طبيعياً. وهو أيضاً "سلامنا" لأننا لا نتمتع بالسلام, إلا إذا كنا فيه. إن كلمة: "سلامنا" تشير على الوئام والانسجام بين العنصرين الرئيسيين اللذين تتألف منهما كنيسة المسيح: "حيث ليس يهودي ولا يوناني..." (غلاطية 3: 28, كولوسي 3: 11), ثم إلى السلام الشامل الذي تم بين رب السماء وساكني الأرض: لكن المعنى الأول هو المقصود على كلمة "الاثنين" في هذا العدد. |
|