بالرغم من أن فلسطين لم تعد كما كانت، إلا أنها ما زالت تطلق على المنطقة التي جرى فيها الكثير من الأحداث الكتابية، وهى المنطقة الواقعة غربي وادي الأخدود، ونهر الأردن. ويمكن التعرف بسهولة على طبوغرافية المنطقة .وهو ما يحدد بدوره -إلى حد ما- الحيوانات التي تعيش فيها، إلا أن الإنسان كان له تأثير بالغ على توزيع النباتات والحيوانات حتى اختفت - في كثير من الأحيان- هذه الحدود الطبيعية.
أما هدف دراستنا فهو أن نوضح العلاقة بين الحيوانات والنباتات الأصلية القديمة والموجودة منها في الوقت الحاضر .
(ب) - الصحراء:
(1) وصف الصحراء:
تكاد الصحراء تغطى معظم جنوبي وشرقي فلسطين، ويختلف السطح، فبعضه تغطيه طبقة عميقة من الرمال وبعضه يغطيه الحصى، والبعض الآخر مناطق صخرية قاحلة . كما تتفاوت الطبوغرافية من جروف شديد الانحدار إلى سهول منبسطة مستوية، كما يختلف الارتفاع من مناطق تحت مستوى سطح البحر، إلى مرتفعات تعلو نحو ألفى قدم فوق مستوى سطح البحر .
و تهطل الأمطار -التي يتراوح متوسطها السنوي ما بين بوصتين إلى ثماني بوصات- في القليل من العواصف الشتوية، لكنها كانت كافية لإحداث فيضانات محلية وبخاصة في التربة الطفلية، حيث يتكون سطح التربية من حبيبات دقيقة غير منفذة للماء.
و قد لا تسقط الأمطار لمدة عام كامل في بعض المناطق. وليس هناك غطاء نباتي كامل، بل توجد بعض مناطق شاسعة جرداء ليس فيها أشجار أو شجيرات البتة. وتكثر الأشجار الخشبية في معظم الاودية، وتوجد بعض مناطق خصبة في الصحراء وبخاصة على حافتها حيث التربة الطفلية، والتي سرعان ما تكتسي بالحشائش والنباتات عقب سقوط الأمطار. والحشائش هي الغذاء الوحيد المتاح للماشية على حافة الصحراء ومعرفة البدو بذلك، تجعلهم يحسنون استغلالها. بل أننا لنرى في التلال المحيطة بالبحر الميت -طوال العام- آثار رعى الأغنام والماعز والماشية بالرغم من أنها قد لا ترعاها سوى فترة قصيرة من العام.
و تتعرض الصحراء لتغيرات كبيرة في معدلات الحرارة سواء اليومية أو السنوية، ففي الصيف تكون حرارة سطح الأرض قاتلة للحيوانات الصغيرة مما يجعلها تقصر نشاطها على الليل. أما ليالي الشتاء، فقارصة البرد، لذلك تنشط الحيوانات فقط في فترتي المساء والصباح الباكر.
و توجد في الصحراء مساحات لا يقدر أن يعيش فيها أي حيوان. ومعدل كثافة الحيوانات ضئيل على مستوى الصحراء كلها.