حقًا إن النفس الثمينة التي مات المسيح لأجلها، تستحق منك أن تبذل كل تعب في سبيل خلاصها. لذلك جاهد ولا تيأس، حتى إن تأخر ثمر تعبك في الظهور. استمر. لا تترك غيرك يتعب، وأن تدخل علي تعبه (يوم 4: 38). بل اشترك في التعب، أيًا كان الجهد الذي تبذله.
ولا تقف لتتفرج علي الذين يتعبون. فملكوت الله ليس للمتفرجين.
إنما الملكوت للذين يتعبون في بنائه. تأمل كيف تعب القديس أثناسيوس الرسولي في حفظ الإيمان وفي مقاومة الأريوسيين، حتى أنه نفي عن كرسيه أربع مرات. وتأمل كيف تعب بولس الرسول، واستطاع أن يقول أخيرًا:
"جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان. وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر.." (2 تي 4: 7).. تأمل أيضًا كيف تعب نحميا كثيرًا يبني سور أورشليم. وكيف لاقي مقاومات، وصبر عليها حتى أكمله عمله..