منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 09 - 2021, 04:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003



يوحنا ذهبي الفم  و أيام خدمته



أعماله الكتابية في الدير

1. إذ انطلق يوحنا إلى الدير تهللت نفسه فيه، أحس أنه في السماء عينها، وقد بقيت أحاسيسه هذه تلازمه كل أيام خدمته، إذ نجده تارة يقول: "بالنسبة للقديس اللجوء إلى الدير هو هروب من الأرض إلى السماء!(3)" وأخرى يصف الراهب في قلايته: [كأنما يسكن عالمًا آخر، هو في السماء بعينها. لا يتحدث إلا في السماويات، عن حضن إبراهيم وأكاليل القديسين والطغمات المحيطة بالمسيح(4).]
على أي الحالات فإنه في فرحة قلبه أراد أن يجذب بعض أصدقائه من إنطاكية، خاصة ثيؤدور، للحياة الرهبانية، فسجل لنا مقاله الأول: "مقارنة بين الملك والراهب(5) Comparatio regis et monachi".
جاء هذا العمل يكشف ليس فقط عن حبه للحياة الرهبانية، وإنما عن منهجه المسيحي إلا وهو إدراك المؤمن، راهبًا كان أو كاهنًا أو من الشعب، مركزه الجديد كابن لله وإمكانياته في المسيح يسوع.
يرى البعض أن هذا العمل جاء مشابهًا لعمل أفلاطون في الكتاب التاسع من عمله "عن الدولة On the State"، حيث يقدم مقارنة بين فيلسوف وطاغية".
أ‌. أيهما يستحق لقب ملك؟ يبدأ الكاتب بالقول بأن غالبية البشر يُعجبون بالمظاهر الخارجية أكثر مما هو بالحقيقة صالح. لذلك فإنهم يحسبون السعادة الأرضية العظمى هي أن يصير الإنسان ملكًا. أما الراهب الذي يسلك حياة الوحدة ويخدم الله وحده فلا يبالي به أحد. لذا فإننا نقارن بين حياة ملك بفلسفة الحياة الرهبانية.
يحكم الملك مدنًا وبلادًا وشعوبًا وجيوشًا. أما الراهب، فيسيطر على الغضب والحسد والطمع والشهوات الدنيئة وكل جمهرة الأهواء. إنه بالحق يستحق بالأكثر أن يُدعى ملكًا أكثر من الذي يجلس في الأرجوان ويكلل بالعرش الذهبي، فإنه بالحق متحرر داخليًا.
من جانب آخر من يحكم البشر بينما يحكمه الغضب والطمع والشهوات الدنيئة، يقوم بدورٍ سخيفٍ، ونادرًا ما يستطيع أن يكون حاكمًا صالحًا.
ب‌. معارك الملك والراهب: يحارب الراهب الشياطين ويغلبهم بالعون الإلهي، يحول مدنًا وقرى بأكملها من الهراطقة، ويتوج بواسطة المسيح. يحارب الملك البرابرة، فقط بهدف كسب أراضٍ وكنوزٍ أو لإشباع مطامعه أو عطشه نحو السلطة.
ت‌. العمل اليومي للملك والراهب: أيضًا حياتهما اليومية مختلفة جوهريًا. يرافق الراهب الأنبياء والقديس بولس؛ من موسى إلى إشعياء، ومنهم إلى يوحنا، وهكذا. ويرافق الملك فقط القادة وحاملي السهام، الذين غالبًا ما يستسلمون للخمر والشهوة، ويقضون أغلب اليوم في السُكر.
أيضًا يظهر الليل اختلافًا بينهما ليس بقليلٍ. يقدم الراهب صلوات وعبادة لله، يسبق تغريد الطيور (في الصباح المبكر) ويجتمع مع الملائكة، ويحفظ نفسه في حضرة الله، ويحيا كما في السماء عينها. أما الملك الذي يأمر الشعب والجيوش، ويحكم مدنًا كثيرة ومحيطات متسعة، فينام على سريره، ويغط في النوم حتى يحل نور النهار، لأنه يقيم ولائم ملوكية، بينما يحيا الراهب بنسكٍ، فلا يغرق في نومٍ عميقٍ.
أيضًا يجد الملك في الخاضعين له متاعب، بسبب إصداره أوامر بإيواء جنود غير مؤدبين في بيوت البعض، هؤلاء غالبًا ما يسلبون وينهبون ويطلبون أمورًا ليست لهم بكونها من حقهم.
ث‌. الاهتمام بكل الفئات: ينشغل الملك بالعظماء، بعد ذلك بمحصلي الضرائب، الذين لا يقدرون الشيخوخة، ولا الترمل، ولا أي شيء آخر. هؤلاء لا يعاني منهم الأغنياء، أو ربما يعانون القليل، إنما يضغطون على الفقراء، ويلتزم الفلاح بتقديم ما تنتجه له الأرض لهم.
أما بالنسبة للراهب فالأمر مختلف. إنه يعيش في بساطةٍ ووادعةٍ، وينصف بين الغني والفقير خلال الصدقة، فيجعل الغني تقل إمكانياته (يفتقر) والفقير تزداد. فيريح الواحد من خطاياه (بتقديم الصدقة)، والآخر من عوزه.
ج‌. من هو سخي في العطاء؟ أيضًا الهدايا (الإحسانات) الفردية مختلفة جدًا. يقدم الملك ذهبًا فقط، ويعطي الراهب نعمة الله. فإن كان أحد يعاني من روح شرير، فلا يذهب للملك، بل إلى راهب قديس، الذي يُخرج الشيطان بصلواته التقوية كما بسيفٍ. حقًا، ليس فقط نحن، بل وحتى الملوك أنفسهم يدعون مثل هؤلاء من رجال الله لمعاونتهم في ضيقتهم. هكذا طلب أخاب شفاعة إيليا، وحزقيا شفاعة إشعياء، وآخرون جاءوا إلى أليشع لأجل المعونة.
ح‌. يوم الانكسار: علاوة على ذلك، إن كان راهب في جهاده من أجل الفضيلة، يسقط من النعمة ويفقد ضبطه لنفسه، فإن الصلوات والدموع والندامة ومعاونته في خدمة الفقراء، تسنده ليسترد بسرعة سيادته على نفسه. أما الملك فإن فقد سلطانه على مملكته، يلزمه أن يعتمد على عونٍ خارجيٍ، يحتاج إلى تحالفاتٍ وجنودٍ وفرسانٍ وخيولٍ وأموالٍ، ويتعرض لمخاطر كثيرة.
خ‌. عند الموت وبعده: عندما يأتي وقت الوفاة، فالموت مخيف للملك، أما الراهب فلا يقلق منه نهائيًا، لأنه يجحد الممالك من مدة طويلة، والملذات والحياة المترفة. إن عانى أحدهما موتًا عنيفًا، يموت الراهب كشهيدٍ ويذهب إلى السماء، وأما الملك فيستسلم لسيف منافسه بالحقيقة. يلزمه أن يقضي حياته كلها في اضطرابٍ وقلقٍ، ويحمي نفسه بواسطة حارس. والراهب على العكس، يحمي مدنًا بصلواته كما بسورٍ، ولا يحتاج أن يخشى شيئًا ما على نفسه. عندما يأتي وقت موته كثيرون يصلون لكي يقتدي به آخرون على مثاله.
بعد الموت طريقاهما منفصلان أيضًا. الراهب الصالح يدخل إلى مجد الرب وبهائه، هذا الذي كان قائدًا ومعلمًا له في طريق الفضيلة النافع. الملك، إن كان صالحًا ينال كرامة أقل درجة وبركة، فإن الملك الصالح لا يكون بأية وسيلة مثل الراهب، الذي يعيش لخدمة الله فوق كل شيء. أما إذا كان الملك شريرًا، وصنع أعمالًا شريرة، فمن يقدر أن ينطق بعذابات الجحيم التي تسقط عليه؟
د‌. لا تحسد ملكًا، وتمثل بالراهب الصالح: إذن إن رأيت غنيًا يسير في تشامخ، لا تحسده. لكن إن رأيت راهبًا متواضعًا ولطيفًا ووديعًا، اذهب وتمثل بحكمته. هذا هو الخير الوحيد والبركة التي تقتنيها وتبقى قيمتها دائمة، خلال عناية يسوع المسيح المحِّبة، الذي له الكرامة والسلطان إلى كل الأبد. آمين.
[لا تُفتن ألبابنا عند رؤيتنا ملكًا ينعم في مجده، فذلك عز زائل، بل لنجتهد بالاقتداء بالراهب الوديع المتواضع الفقير لنبلغ إلى يوم تتويجه الملكي.(6)]
في هذه المقارنة يبعث في أهل إنطاكية الانطلاق نحو الحياة الديرية، إذ كان الشباب يتنافسون على مراكز القيادة والحكم والإدارة.
يعلق A. Moulard(7) على كتابه هذا أن الذهبي الفم كتبه بعد شهور من دخوله الدير، إذ كان يرى كل شيء ورودًا، وأن صح لنا القول إنه في "شهر العسل!"
على أي الأحوال، بقي الذهبي الفم أمينًا في حبه للرهبنة رغم تفضيله لخدمة النفوس والكرازة.

<h1 dir="rtl" align="center">

</h1>




سيره القديس يوحنا ذهبي الفم † وعظه للبابا شنودة الثالث † 1994
















رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم
يوحنا ذهبى الفم
يوحنا ذهبى الفم
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم
الشيطان - يوحنا ذهبي الفم


الساعة الآن 03:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024