رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استير وإله التعويضات وكان مربياً لهدسة أي أستير بنت لأنه لم يكن لها أب ولا أم. وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة ( أس 2: 7 ) هذا العدد يحوي خمسة عبارات تنقسم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تُرينا شيئاً من آلام البشر، والثانية تُرينا شيئاً من تعويضات الخالق المُحب الودود. المجموعة الأولى من عبارتين: 1 ـ لم يكن لها أب ولا أم. 2 ـ عند موت أبيها وأمها المجموعة الثانية من ثلاث عبارات: 1 ـ كانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر. 2 ـ اتخذها مردخاي لنفسه ابنة. 3 ـ كان مربياً لهدسة أي أستير ابنة عمه. والآن، انظر إلى هاتين العبارتين في المجموعة الأولى، كيف تنبضان بالألم! يا لها من حالة قاسية مدمرة لنفسية أي طفل! تخيَّل فتاة صغيرة وحيدة ليس لها أب ولا أم، كم يكون حجم الشعور بالضياع وكم تكون قسوة الحرمان من عطف الأب وحنان الأم. وما يزيد المأساة هولاً هو قول الكتاب: "عند موت أبيها وأمها". هذا القول الذي يمكنني أن أستنتج منه أنهما ماتا في وقت واحد. ولكن بينما تملأنا العبارتان السابقتان ألماً، تملأنا العبارات التالية حمداً وشكراً. يقول في العبارة الأولى: "وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر". وفيها نرى تعويضاً مادياً: لقد سمح الله لها بالضيق والفقر المادي، بل والسبي المُذل المُهين، لكنه منحها جمالاً وحُسناً، أعطياها نعمة في عين كل مَنْ رآها، حتى أنها بدون أدهان وطيب حارس النساء فازت بقلب الملك! وفي الثانية يقول: "اتخذها مردخاي لنفسه ابنة". وفيها نرى تعويضاً نفسياً: نعم لقد سمح لها أن تُحرم من الأب والأم، لكنه في صلاحه أوجد لها رجلاً عظيماً، تقياً، كرّس حياته بجملتها لها، لا نقرأ أنه تزوج ولم يكن عنده غيرها، تهمه جداً سلامتها، أحاطها بدفئه وعنايته، أحبها من كل قلبه، وكان لها الأب والأم معاً. وفي الثالثة يقول: "كان مربياً لهدسة". وفيها نرى تعويضاً روحياً، فلم تكن أبوّة مردخاي لها مجرد عطف وشفقة، لكن كانت أبوّة حكيمة تهذب وتربي بخوف الرب وإنذاره. لقد علّمها مبادئ سارت عليها حتى بعدما جلست على عرش المملكة (2: 20). قد تقضي قداسة الله أو تسمح حكمته بما يسبب لنا ألماً وحرماناً، إلا أن صلاحه ولطفه يعطيانا تعويضاً وعزاءً. |
|