رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويُظهِر القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيَّات عِظَم محبة الله لنا، بأن المسيح مات على الصليب بالجسد، لكي يهبنا نعمة الحياة الأبدية، قائلاً: [إنه يبكي، ولكنه يُكفكف دموع الآخرين. إنه بِيعَ وبأبخس ثمن، بثلاثين من الفضة فقط (مت 26: 15)، ولكنه اشترى العالم كله وبأغلى ثمن، بدم نفسه (1بط 1: 19). كحَمَلٍ سِِيق إلى الذبح (إش 53: 7)، ولكنه هو راعي إسرائيل (مز 80: 1)، بل والمسكونة كلها! إنه كخروفٍ صامت (إش 53: 7)، ولكنه هو الكلمة ذاته! إنه «مَجْرُوحٌ... (و) مَسْحُوقٌ» (إش 53: 5)، ولكنه «يَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ» (مت 4: 23). لقد رُفِعَ على الخشبة وسُمِّر عليها، ولكنه يُقوِّمنا بشجرة الحياة. سقوه خلاًّ وأطعموه المُرَّ (مت 27: 34)، وهو الذي حوَّل الماء خمراً طيِّباً (يو 2: 1-11). الذي أبطل طَعْم المرارة (خر 15: 25؛ 2مل 4: 41)، الذي هو «(حَلْقُهُ) حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نش 5: 16). لقد أَسلَم نفسه، ولكن له سلطان أن يأخذها أيضاً (يو 10: 18). لقد مات، ولكنه أحيا الآخرين، وأبطل الموت بالموت. لقد قُبِرَ، ولكنه قام. لقد نزل إلى الجحيم، ولكنه رَفَع النفوس التي فيه (التي آمنت به)، وصعد بها إلى السماء!] |
|