يُعبِّر القديس يوحنا ذهبي الفم عن حب الآب لنا، في المسيح يسوع ربنا، عندما ارتضى أن يُصلَب ابنه الوحيد بالجسد على خشبة الصليب، من أجل خلاصنا؛ وقد اعتَبَر القديس أنَّ صليب المسيح هو فِعل محبة لا يُنطق بها:
[إنَّ صليب الرب هو بالنسبة لنا، فِعل محبته التي لا يُنطَق بها نحو البشر، ودليل اهتمامه العظيم بنا... «لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ» (رو 14: 9). ليت هذا يُقنعك بأنه على الدوام (هو) مُهتمٌّ بخلاصنا وتقويمنا. فالذي أَظْهَر مثل هذا الاشتياق لأن نكون له، حتى أَخَذَ شكل العبد ومات لهذه الغاية، أيمكن أن يهملنا بعد أن صرنا له؟ هذا أمرٌ مُحال، ولن يكون بكلِّ تأكيد! ولن يهون عليه (على الرب) بأن تضيع عليه مثل هذه الأتعاب (رو 14: 9). وكأن أحداً يقول: إنَّ فلاناً لن يهون عليه أن يفقد عبداً له، لأنه يُشفق على الثمن الذي دفعه لأجله. على أننا لا نحب المال مثلما يحب هو خلاصنا، إذ أنه لم يدفع مالاً، بل دفع دمه الخاص لأجلنا! ولهذا السبب لن يهون عليه أن يفقد أولئك الذين دفع لأجلهم مثل هذا الثمن الكريم](1).