"من أراد…" تشمل هذه العبارة كل عظة الصليب وكل معنى المقطع الإنجيلي اليوم، أعطى المسيح بصلبه وقيامته الخلاص للإنسان، ولكن الإنسان لن يخلص ما لم يرفع بذاته صليبه، وما لم يعيش آلام المسيح، ما لم يصلب ذاته محبة بالمسيح، هذه الحقيقة هي الطريق الوحيد التي تودي الى الحقيقة المفرحة عبر الحزن إلى القيامة "بالصليب" وفي هذه الحياة عبر طريق الموت ومن خلال الموت المحيي.
دعوة السيد المسيح هي للجميع لأن ارادته أن يخلص كل الذين يؤمنون بالأبن وسيحصلون على حياة ابدية وسيقومون معه "هذه مشيئة الآب الذي ارسلني ان كل ما اعطاني لا أتلف منه شيئا بل اقيمه في اليوم الاخير لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو39:6-40)، ولكن بالمقابل نداء الله "من أراد…" ودعوته هذه يجاوب عليه كل واحد بطريقته، واتباع المسيح هي دعوة من الله ولكن تنتظر جواب من الإنسان المستند على حريته.