على غرار نقل نعمة الله الخلاصية إلى غير المسيحيين، هذه النعمة التي يعطيها دوماً الروح القدس بعلاقة سرية بالكنيسة، يكتفي المجمع الفاتيكاني الثاني بالتأكيد على أن الله يعطيها “بطرق يعرفها هو”[83]. ويحاول علم اللاهوت التعمق في هذه الفكرة. لذا يجب أن نشجع هذا العمل اللاهوتي حيث يقود بدون أدنى شك إلى فهم أفضل لمقاصد الله الخلاصية ولأشكال تحقيقها. مع ذلك، وبعد كل ما ذكرنا إلى الآن حول وساطة يسوع المسيح وحول “العلاقة الفريدة والوحيدة”[84] بين الكنيسة وملكوت الله بين الناس- الذي هو أساساً ملكوت المسيح المخلص الشامل- يصير من الواضح أن اعتبار الكنيسة طريقاً للخلاص من بين طرق أخرى هو مضاد للإيمان الكاثوليكي. إذ تُعتبر الأديان آنذاك مكملة للكنيسة وحتى معادلة لها جوهرياً، حتى وإن تلاقت وإياها في ملكوت الله الإسكاتولوجي.