يا للعلامة المُميِّزة والشعار الملكي، الذي تعرَّفَ به الرعاة على ملك المجد! فلم يجدوه مرتديًا ملابس أرجوانية، كطفل لأمير أو ملك، بل كان ملفوفًا في أقمطة بسيطة! لم يجدوه في قصر، بل في حظيرة، ومهده في مذود! أليس هذا غريبًا أن العلامات المُميِّزة ووسائل التحقق من شخصيته وإرساليته باعتباره المسيا، إنما كانت العلامات المُميِّزة الدالة على الفقر والاتضاع؟! وهذا يدلنا على تفاهة علامات العظمة في نظر العالم. فحينما جاء المسيح ازدرى بكل الرموز الدالة على الرتب الأرضية التي يهتم بها الناس، كعلامات للمكانة والأبهة، بل ارتدى العلامات المُميِّزة للفقر الأرضي والاتضاع. ولكن هل كان هو – له كل المجد – أقل عظمةً، لأنه لم يحمل مظاهر الشرف العالمي؟